في اللحظات التي يختبر فيها الوطن صلابته، تظهر حقيقة الدولة الأردنية؛ دولة لا تتردد، ولا تتراجع، ولا تسمح بأن تمتد يدٌ عابثة إلى أمنها أو كرامة أهلها.
وما تشهده الرمثا هذه الأيام هو دليل جديد على أن الأردن، بقيادته الهاشمية، ثابتٌ على نهجٍ لا يُساوم على استقرار البلد، ولا يترك فرصةً لمن يسعى إلى الفوضى أو يهدد حياة الأبرياء.
ربي يحمي جيشنا العربي ويحفظ أجهزتنا الأمنية الباسلة؛ هؤلاء الذين يقفون في الخط الأول، يحمون الوطن بصمت، ويقدمون أرواحهم بلا تردد. هم نورٌ لمن اهتدى، ونارٌ لمن اعتدى، وهم السدّ الذي لا يُخترق مهما اشتدت التحديات أو اختلفت الوجوه التي تقف خلف العبث.
الرمثا ليست مدينةً عابرةً في خريطة الوطن؛ إنها هويةٌ وصوتٌ وموقف. مدينةٌ إذا تحركت الدولة لحمايتها، فهي تفعل ذلك بثقة، لأن الرمثا بوابة الشمال، وأهلها أهل نخوةٍ وشرفٍ وولاء، لا يقبلون أن يختبئ بين صفوفهم متخفٍ أو مستغل أو عميل يسعى لزعزعة السلم الاجتماعي أو جرّ مجتمعهم نحو الفوضى.
الدولة الأردنية اليوم تبعث برسالة واضحة:
الأردن ليس ميدانًا للعبث، وهيبة القانون لن يسقطها أحد. وأي محاولة لخلق فراغٍ أمني أو تشويه صورة مدينة أو تهديد السلم الاجتماعي ستُواجَه بما يليق بدولةٍ تأسست على العدل والصرامة والانتماء.
هذه الإجراءات الأمنية في الرمثا ليست ردّ فعلٍ عابر، بل جزءٌ من منظومة مستمرة لحماية الأردن، وفق رؤية قيادته التي وضع فيها جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده سمو الأمير الحسين أمنَ المواطن فوق كل اعتبار. فالأمن ليس رفاهية، بل أساس الحياة، وغيابه يفتح أبوابًا لا يقبل الأردنيون أن تُفتح يومًا.
إن الأردن دولة مؤسسات؛ دولة توازن بين الرحمة والمسؤولية، وبين العدالة والحزم. ولا تسمح بأن يعلو صوت الخارجين على القانون فوق صوت الحق، أو أن يزدهر العبث على حساب الطمأنينة العامة. ومن يظن أنه يستطيع اختبار صبر الدولة… فليعلم أن صبر الأردن حكمةٌ لا ضعف، وأن قرارها إذا اتُّخذ… كان حاسمًا وقاطعًا.
نارٌ لمن اعتدى… ونورٌ لمن اهتدى.
هكذا تُدار الدولة، وهكذا تُحمى المجتمعات، وهكذا يبقى الأردن نموذجًا يُحتذى في منطقةٍ تموج بالتقلبات. لكن شعبه وقيادته يثبتون أن الاستقرار ليس صدفة، بل نتيجة وعي شعبٍ وتضحيات رجالٍ يحملون أرواحهم على أكفهم.
وفي خضم كل ما يجري، لا بد من رفع أسمى آيات الشكر لرجال أبو حسين؛ رجال الجيش والمخابرات والأمن العام والدرك وكل من يقف على خط الواجب. هؤلاء الذين صدقوا القسم، وحملوا الأمانة بإخلاص، وأثبتوا مرة بعد مرة أن الأردن محفوظ برجاله، وأن يد الدولة ليست ضعيفة ولا غائبة، بل حاضرة حيث يجب أن تكون؛ قويةً حين يفرض الموقف القوة، رحيمة حين يستدعي الموقف الرحمة.
حفظ الله الرمثا وأهلها من كل سوء، وحفظ الله الأردن من كل متربص، وجعل جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية دائمًا السيف الذي يُقطع به الباطل، والنور الذي يُهتدى به إلى الحق.