لواء ركن متقاعد وضابط رفيع المستوى، أول قائد للعمليات الخاصة المشتركة في القوات المسلحة الأردنية، شغل أيضاً منصب مساعد رئيس الأركان للاستخبارات، وترك بصمات واضحة في تاريخ المؤسسة العسكرية. خدم سنوات طويلة في الحرس الملكي الخاص، حيث التزم بأعلى معايير الشرف والانضباط، وعرف بالوفاء للوطن والولاء للعائلة الهاشمية، إلى جانب العديد من المناصب القيادية الأخرى.
لقد خدم اللواء سليمان المناصير سنوات طويلة في مواقع المسؤولية والقيادة، وشارك في مهام قيادية وعسكرية متنوعة، وظهرت سيرته في مقاطع فيديو أرشيفية - برنامج ساعة اردنية ومقابلات تلفزيونية تبرز دوره القيادي وإسهاماته المتميزة. كما شارك في فعاليات عسكرية واجتماعية، وأُشير إليه في مجلات القوات المسلحة الأردنية لما له من حضور مميز بين زملائه ورجاله.
حصل اللواء سليمان المناصير على العديد من الدورات الداخلية والخارجية، مما عزز خبرته العسكرية والقيادية، ويضاف إلى ذلك أنه يحمل أوسمة رفيعة تقديراً لإخلاصه وعطائه الوطني. كان ضابطاً نشيطاً وجدياً، محبوباً من الجميع، لا يكل ولا يمل، ويقضي ساعات طويلة في ميادين العمل، مرتدياً بزته العسكرية" بذلة العمل" وحذاءه الساق طويل، كما يطلق علية العسكريين، متابعاً كل التفاصيل بدقة، حتى أنه كان يتواجد على رأس عمله في الأعياد والعطل الرسمية.
أذكر ذات مرة حين زرته أثناء دخوله مستشفى الملكة علياء لعارض صحي بسيط، وكان حينها قائداً للواء الهاشمي، صادف أن المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه كان ينوي زيارة اللواء، فرأيته على سرير الشفاء يتابع الترتيبات مع القادة وهيئة الركن هاتفياً، يوجه ويرتب التفاصيل بكل حرص ومسؤولية. حتى في لحظة مرضه، لم يثنه شيء عن أداء واجبه.
لقد ترك اللواء الركن المتقاعد سليمان المناصير "أبو أشرف" إرثاً قيادياً خالداً، وأثراً مستداماً في قلوب زملائه ورجاله، حيث جسد نموذجاً استثنائياً للوفاء والانضباط والالتزام، وظهر كرمز للتفاني في خدمة الوطن دون كلل أو ملل ... رجل شهم كريم، بيته مفتوح للجميع، يستقبلك بابتسامة دافئة وروح مرحة.
لم يقتصر تأثير ابو اشرف على ساحات العمل العسكري فقط، بل امتد ليكون قدوة للأجيال الجديدة من الضباط والجنود، الذين يجدون في سيرته مثالاً حياً على الشجاعة والمسؤولية والإخلاص للوطن وللعائلة الهاشمية.
ما سطرت هنا ليس إلا جزءاً يسيراً من سيرته العطرة ومسيرته الغنية، فما زال في حياته محطات كثيرة ومواقف عظيمة لا يسعني الإلمام بها كلها، وإنما حاولت أن أنقل بعضاً مما عرفته وشهدته عن قرب.
إن سيرته العطرة تبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة، ليس فقط لمهاراته القيادية وخبرته العسكرية، بل لقيمه النبيلة التي أثبتت أن الالتزام بالواجب والشرف والولاء يشكل حجر الأساس لأي قيادة ناجحة. وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة القوات المسلحة الأردنية، شاهداً على شخصية استثنائية جمعت بين الحكمة، والصبر، والعمل الجاد، والقدرة على التأثير الإيجابي في كل من حوله، لتبقى قصة حياته مثالاً يحتذى به في الوطنية الحقيقية والإخلاص اللامحدود.