ليست الثروة الحقيقية للدول بما تمتلكه من نفط أو غاز أو ذهب، بل بما تمتلكه من عقول قادرة على الإبداع والعطاء، والأردن خير مثال.
لقد أدركت المملة الأردنية الهاشمية مبكرًا أن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الأسرع والأكثر استدامة للنهوض بالوطن، فكانت سياساته التعليمية، والرعاية الصحية، وبناء المؤسسات التدريبية، انعكاسًا لرؤية عميقة بأن الإنسان هو الأداة والغاية في آن واحد.
من خلال خبرتي كموظفة في إحدى الجامعات الحكومية فإن الجامعات الأردنية خرّجت كفاءات أثبتت حضورها في كل مكان، والأردنيون تميزوا أينما وجدوا، داخل حدود الوطن وخارجه، حاملين معهم صورة مشرقة تعكس انتماءهم وإخلاصهم.
إن رأس المال البشري الأردني يتميز بصفات خاصة:
المعرفة المتجددة: حيث يحرص الأردنيون على طلب العلم والتطوير المستمر.
المرونة والقدرة على التكيّف: فقدرتهم على مواجهة الأزمات جعلتهم أكثر قوة في التعامل مع الظروف الصعبة.
الولاء والانتماء: إذ يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ويسعى إلى الإسهام في مسيرة الإصلاح والبناء.
لقد أظهرت الأزمات، ومنها جائحة كورونا، أن الإنسان الأردني هو رأس المال الحقيقي للدولة، بسلوكه وانضباطه وثقافته، فكان الدرع الحامي للوطن في أصعب الظروف.
إن رأس المال البشري الأردني هو ثروة لا حدود لها، وهو الضمانة الأكبر لاستدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فعندما نؤمن بالإنسان الأردني، وندعمه، ونفتح أمامه الأفق، سنرى أن ما نملكه من إمكانيات بشرية يفوق كثيرًا ما نملكه من إمكانيات مادية.
وخلاصة القول: ثروة الأردن الحقيقية ليست في باطن الأرض، بل في عقول وسواعد أبنائه.