إربد تحتفي
بميلاد تجربة فنية شابة تحمل ألوان الانتماء والجمال برعاية أبو حسان
نيروز – محمد محسن عبيدات
في أجواء
غمرتها الألوان، وارتسمت فيها ملامح الفرح والدهشة على وجوه الحضور، افتتح رئيس غرفة
صناعة محافظة إربد السيد هاني أبو حسان، مساء أمس، المعرض الفني التشكيلي الذي أقامته
الفنانة الشابة ريتال جرادات في رحاب الدار آرت چاليري، بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية
والفنية والمهتمين بالحركة التشكيلية.
المعرض،
الذي ضم مجموعة من اللوحات المميزة، حمل في تفاصيله رسائل جمالية وإنسانية، حيث مزجت
الفنانة جرادات بين أصالة المكان الأردني وعمق الإنسان في رحلة بصرية تتجاوز حدود اللون
لتروي حكاية هوية وانتماء.
وخلال
جولته في أرجاء المعرض، عبّر السيد هاني أبو حسان عن إعجابه الكبير بالأعمال المعروضة،
وقال: "هذه اللوحات ليست مجرد نتاج فني، بل هي انعكاس لوعي جيل جديد يعرف
كيف يعبّر عن الوطن بروح حديثة وأسلوب راقٍ. إننا في غرفة صناعة إربد نؤمن أن الفنون
هي جزء من صناعة الحياة، تماماً كما هي الصناعة والاقتصاد، فالفن يفتح أبواباً للمعرفة،
ويخلق جسوراً من المحبة بين الناس."
وأضاف:
"إربد كانت وما زالت حاضنة للإبداع في كل مجالاته، واليوم نحتفي بموهبة شابة تثبت
أن مدينتنا قادرة على إنجاب الطاقات الخلاقة التي تحمل راية الفن الأردني إلى المستقبل.
دعمنا لهذه الطاقات واجب وطني وإنساني، فالفنان لا يبدع لنفسه فقط، بل يبدع لأمته ولتاريخها
ولصورتها أمام العالم."
وتابع
قائلاً: "إن مثل هذه الفعاليات ليست مجرد مناسبات عابرة، بل هي محطات مضيئة في
مسيرة الثقافة الوطنية. نحن بحاجة إلى أن نضع الفن في قلب مشروعنا التنموي، لأنه يعلّم
الأجيال معنى الجمال، ويزرع فيهم روح الانتماء، ويدفعهم للتفكير بآفاق أوسع."
الفنانة
ريتال جرادات، صاحبة المعرض، عبرت عن امتنانها للحضور، وقالت: "هذا المعرض يمثل
بالنسبة لي بداية رحلة طويلة في عالم الفن، هو محاولة لترجمة مشاعري وأفكاري إلى ألوان
تحاكي الذاكرة والمكان والإنسان. أشكر الدار آرت چاليري على احتضانها لهذه التجربة،
وأشكر كل من منحني الثقة والدعم."
ومن جانبها،
أكدت الفنانة مرام الحسن، إحدى المستضيفات للفعالية، أن هذا المعرض يعكس عمق المواهب
الشابة في إربد، قائلة: "ريتال اليوم قدمت لنا تجربة ناضجة رغم حداثة سنها، وهذا
دليل على أن الفن الأردني بخير، وأن الساحة الفنية تزخر بمواهب تستحق الدعم والرعاية."
كما أشار
الفنان محمد هزايمة إلى أن الدار آرت چاليري تسعى دوماً لأن تكون منبراً حقيقياً للإبداع،
قائلاً: "نحن نؤمن أن الفن لغة عالمية قادرة على توحيد الناس حول الجمال. استضافة
معرض ريتال اليوم هو احتفاء بموهبة واعدة، ورسالة بأن الأبواب مفتوحة أمام كل مبدع
ليجد من يحتضنه ويدفعه نحو الأمام."
ليغدو
المعرض في ختامه ليس مجرد لوحات معلّقة، بل حواراً عميقاً بين الفن والمجتمع، ورسالة
مفادها أن في إربد نهراً لا ينضب من الإبداع والهوية والجمال.