في زوايا الحياة اليومية، حيث تختلط الجدية بالعبث، يظهر لنا "عبدو فشفشي".
ليس شخصية تاريخية، ولا بطل رواية عظيم، ولا بطل مسلسل تركي بل هو تجسيد كاريكاتيري لإنسان بسيط يرى العالم بطريقة خاصة، مليئة بالمبالغة والتأويل.
من هو عبدو فشفشي؟
عبدو فشفشي شخصية فكاهية ساخرة، وُلد من قصص الواقع ومعانات أشخاص المبيعات والسخرية من الواقع. لا يعرف له مهنة محددة، زبون ممل يفهم في كل شي دائم الشكوى يرى أن الدنيا كلها متآمرة عليه من البقال إلى مندوب المبيعات.
ماذا يفعل؟
عمله الأساسي هو "الفشفشة":
يفسر المواقف العادية على أنها مؤامرات كونية ضده.
يحول أبسط الحوارات إلى نقاش فلسفي لا ينتهي.
يضع نفسه دائماً في موقع الضحية، لكنه في الوقت ذاته يثير الضحك بطريقة غير مقصودة.
يشتكي من الفراغ وضيق الوقت، يشتكي من ضغط العمل وكثرة النوم.....
يقوم بإطالة الوقت عند شبالك المعاملات البنكيه او اي شبالك معاملات ليشعر بالقوة والنفوذ انه جعل من خلف ينتظر....
لماذا هو شخصية ساخرة؟
لأن عبدو فشفشي مرآة مبالغ فيها لسلوكيات نراها حولنا كل يوم:
الشخص الذي يبالغ في الشك.
الزبون الذي يظن أن كل العروض التجارية خدعة.
المواطن الذي يرى أن الطابور في شركات الاتصالات صُمم خصيصاً لتعذيبه.
من هنا تأتي كوميدياه، فهو يحاكي مواقفنا الواقعية لكن بعدسة مكبرة تجعلها مضحكة ومثيرة للتفكير في نفس الوقت.
في عالم المبيعات دائمًا نصادف أنماط مختلفة من العملاء:
المعترض، المتردد، المزعج، والباحث عن الخصومات. لكن هناك شخصية واحدة تتجاوز كل هذه الأنماط، وتستحق أن تُسجل في كتب التاريخ… إنه عبدو فشفشي.
عبدو فشفشي هو ذاك العميل الذي يظن أنه يعرف كل شيء عن كل شيء.
تراه يشتري هاتفًا محمولًا، فيبدأ بشرح للمندوب عن مواصفات الهاتف وكأنه هو من اخترعه.
يدخل محل الملابس ليجادل في نوع القماش وكأنه خبير في النسيج من أيام الفراعنة.
وإذا جلس مع طبيب… يعطيه محاضرة عن التشخيص قبل أن يبدأ الطبيب بالكلام.
فلسفة عبدو فشفشي في الحياة
عبد الفشفشي يؤمن بمبدأ بسيط جدًا:
"أنا أعلم، أنتم لا تعلمون."
وعلى هذا الأساس يدير كل حواراته ومفاوضاته.
المشكلة ليست في أنه يعرف، بل في أنه يصرّ أن رأيه هو الحل النهائي، حتى لو كان يطلب من محل الاتصالات إصلاح خزان الماء، أو يذهب إلى محل الكهربائيات ليشتري دواء للصداع.
عبدو فشفشي في عالم المبيعات
بالنسبة لمندوب المبيعات، التعامل مع عبدو فشفشي قد يكون تحديًا كبيرًا، لكنه في الحقيقة فرصة ذهبية.
لماذا؟
لأن مهارات المبيعات الحقيقية تظهر مع العملاء الصعبين.
فعندما يصر عبدو على مقارنة سعر الهاتف بسعر "حصان عند الجيران"، هنا يبرز دور المندوب في توضيح القيمة وإدارة التوقعات بحكمة.
لماذا نحبه؟
قد يبدو مزعجًا أحيانًا، لكن شخصية مثل عبدو فشفشي تجعل الحياة أكثر قرفاً.
فهو يضيف نكهة من النكد، ويمنحنا قصصًا لا تُنسى نرويها بعد كل تجربة.
وفي النهاية… ربما يكون عبدو فشفشي هو المرآة الساخرة التي تعكس جزءًا منّا عندما نتصرف وكأننا نعرف كل شيء.