يشكّل موقع القويرة التاريخي أحد أبرز المحطات على طريق تراجان التجاري القديم، الذي امتد من بصرى الشام إلى مدائن صالح، ومرّت عبره القوافل التجارية ذهاباً وإياباً عبر حضارات العالم القديم من اليونانية إلى الرومانية والبيزنطية.
ويحتضن الموقع معالم بارزة من بينها بقايا معسكر عثماني ونقطة مراقبة على قمة هضبة القويرة، كما ارتبط تاريخياً بالثورة العربية الكبرى التي انطلقت قواتها منه لتحرير بلاد الشام من الحكم العثماني.
ويضم الموقع بركة رومانية مميزة بقياس 18×30 متراً وعمق 5 أمتار، ما تزال بحالة ممتازة بعد ترميمها عام 1955، حيث كانت مورداً حيوياً لمياه سكان المنطقة لعقود طويلة.
كما تكشف بقايا قلعة بيزنطية، بقياس يقارب 35×40 متراً، عن الطابع الدفاعي للمكان، وإن لم يتبق منها سوى أساسات وطوابق سفلية، ويُرجّح أن المغفر المجاور شُيّد من حجارتها. وتؤكد قطع الفخار المنتشرة بكثرة حول القلعة تعاقب حضارات متعددة وكثافة سكانية سكنت القويرة عبر الزمن.
أما المغفر الأردني الذي شُيّد في ثلاثينيات القرن الماضي، فقد شكّل محطة مهمة للجيش العربي الأردني حتى ثمانينيات القرن العشرين، ما يجعل الموقع شاهداً على امتداد تاريخي طويل يربط بين الماضي القديم والحديث.