الطويل تكتب ... جلالة الملكة رانيا صوت يهزم
صمت العالم
نيروز –
بقلم الكاتبة والتربوية سميرة توفيق الطويل مديرة مدرسة يبلا الأساسية للبنات
في زمن طغت فيه المصالح وغابت المبادئ، جاء
خطاب الملكة رانيا العبدالله في مؤتمر "سيغلو المكسيك" ليحمل صرخة اخلاقية
تهز الضمير العالمي وتعيد للانسانية معناها. كان خطابا يتجاوز لغة السياسة ليغدو مرآة
كاشفة تضع العالم امام صور غزة الجريحة كاختبار حقيقي لجوهر العدالة.
قالت جلالتها بجرأة: "غزة هي العدسة
التي تفرض علينا رؤية الامور بوضوح اخلاقي". لم تكن مجرد عبارة بل مفتاحا لقراءة
ازمة الانسانية في عصرنا. فغزة لم تعد شأنا اقليميا، بل معيارا يفضح ازدواجية العالم
ويدين صمته.
تساءلت الملكة: كيف ندعي الحضارة واطفال غزة
يموتون تحت الركام؟ وكيف نزهو بلقب مجتمع دولي ونحن عاجزون عن ايقاف المجازر؟ اسئلة
وضعت العالم امام حقيقة مرة: الصمت جريمة، والحياد مشاركة في سفك الدماء.
لم يكن الخطاب دفاعا سياسيا تقليديا، بل نداء
انسانيا خالصا يؤكد ان القوة الحقيقية ليست في السلاح بل في الموقف الاخلاقي. وان العدالة
تبدأ بكلمة صادقة وموقف شجاع.
لقد جاء صوت الملكة رانيا ليوقظ الضمير العالمي
من سباته، وليؤكد ان الانسانية لا تتجزأ، وان كل موقف شجاع مهما كان صغيرا هو خطوة
في وجه الظلم. انه خطاب يستحق ان يسجل كوثيقة اخلاقية في زمن يتآكل فيه معنى العدالة. بقلم الكاتبة والتربوية سميرة توفيق الطويل
مديرة مدرسة يبلا الأساسية للبنات