المهندس عاهد عبيدات يكتب .. جلالة الملكة
رانيا العبدالله: صوت الإنسانية في زمن الأزمات
نيروز –
محمد محسن عبيدات
بقلم: المهندس عاهد عبيدات مدير
زراعة لواء الرمثا / رئيس تعاونية كفرسوم الزراعية لمنتجي الرمان
في وقتٍ باتت فيه المواقف المبدئية نادرة،
ارتفع صوت جلالة الملكة رانيا العبدالله في مؤتمر "سيغلو المكسيك" ليحمل
وجع غزة إلى الضمير العالمي، ويعيد ترتيب البوصلة الأخلاقية التي ضاعت في زحام المصالح
والنفاق السياسي.
غزة: العدسة التي تكشف إنسانيتنا
قالت جلالتها: "غزة هي العدسة التي تفرض
علينا رؤية الأمور بوضوح أخلاقي". هذه العبارة وحدها تختصر الكثير من الغموض الذي
يلفّ العالم هذه الأيام. فالأحداث في غزة لم تعد مجرد نزاع سياسي أو ملف إقليمي، بل
باتت اختبارًا قاسيًا لإنسانيتنا جمعاء، ومقياسًا لقيمنا ومبادئنا.
خطاب يتجاوز الحدود السياسية
لم تخاطب الملكة رانيا الحضور في القاعة فحسب،
بل خاطبت البشرية بأسرها، بلغة يفهمها كل من بقي لديه ذرة ضمير:
"هل يمكن أن ندّعي التحضّر بينما أطفال
غزة يموتون تحت الركام؟ هل نستحق لقب 'مجتمع دولي' إذا كنّا عاجزين عن وقف المجازر
الواضحة للعيان؟"
كان الخطاب دفاعًا عن القيم الإنسانية العليا،
لا عن قطاع أو دولة بعينها. لقد وضعت جلالتها العالم أمام مرآته، لتذكيره بأن الكرامة
لا تُمنح، بل تُصان، وأن الصمت في وجه الظلم هو شراكة فيه.
القوة الحقيقية في الموقف الأخلاقي
خطاب جلالة الملكة لم يكن سياسيًا بقدر ما
كان إنسانيًا، وهو ما يجعله أكثر تأثيرًا وأهمية في هذه اللحظة الحرجة. فهو تذكير بأن
القوة الحقيقية لا تكمن في السلاح، بل في الموقف الأخلاقي الذي لا يتزعزع أمام دمعة
طفل أو صرخة أم.
ختام: شكر لجلالة الملكة على صوت الإنسانية
كل الشكر لجلالتها على هذا الصوت الصادق،
الذي نحتاجه أكثر من أي وقت مضى، صوت يعيد للبوصلة الأخلاقية قيمها، ويذكّرنا بأن الإنسانية
لا تتجزأ وأن العدالة تبدأ بالوعي والموقف.