بعد مرور سبعمائة يوم على هذه الحرب الظالمة على قطاع غزة،والتي ارتكب العدو خلالها أبشع الجرائم في التاريخ ضد شعب أعزل، بذريعة وجود مقاومة شرعية تدافع عن ألارض والحقوق المغتصبة، وترفض التهجير القسري والتجويع المتعمد والإبادة الجماعية.
مقاومة لا تملك سوى الإرادة وبعض السلاح البسيط، تقف في مواجهة دولة احتلال تملك ترسانة برية وبحرية وجوية، وتحظى بدعم مباشر من دولة ترى نفسها "شرطي العالم" وتزودها بأحدث الأسلحة والمعدات. ومع ذلك، لم يحقق الاحتلال ما أعلن عنه من أهداف، بل تكبد خسائر فادحة على مختلف الصعد:
عسكريًا: فشلت قواته في القضاء على المقاومة أو إضعاف قدراتها، وما زالت الصواريخ والعمليات النوعية تنطلق من قلب غزة رغم الدمار والحصار.
سياسيًا: ازدادت عزلته الدولية، وتعرض لانتقادات واتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، ما أفقده شرعيته أمام العالم.
داخليًا – اجتماعيًا: يعيش الكيان حالة انقسام حاد بين مكوناته السياسية والعسكرية مع ظهور حالة من عدم الثقة من قبل المجتمع الاسرائيلي بقيادته.
أمنيًا: لم يتمكن من الحفاظ على قوة الردع التي كتنت لديه، ويتبجح بها بل امتدت المواجهة إلى جبهات قتال أخرى في الضفة ولبنان والبحر الأحمر،(اليمن) جبهة الحوثيين ليدخل في حرب استنزاف متعددة الأبعاد.ومختلفة الاهداف
إنسانيًا وأخلاقيًا: انكشف وجهه الحقيقي البشع أمام العالم كقوة احتلال لا تعترف بالقوانين الدولية ولا الإنسانية وتمارس التجويع والإبادة بحق المدنيين العزل الابراياء، وهذا سقوط أخلاقي مدوٍّ يصعب تداركه.
دبلوماسيًا: اعترفت عدة دول – من بينها بعض الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، فيما وعدت دول أخرى بالاعتراف قريبًا.
فخلال سبعمائة يوم من الحرب، وحسب الميزان العسكري بين الطرفين لدولة مدعومة من دولة كبرى. رقم واحد بالعالم .. وحركة وبالرغم من الدمار والقتل الذي تجاوز المئة ألف بين شهيد وجريح، وحتى الدمار الكبير في غزة والتجويع والإبادة أثبتت المقاومة أن الاحتلال خسر معركة "الصورة والهيبة" والجيش الذي لا يقهر ، فيما رسخت غزة معادلة جديدة عنوانها الصمود والإرادة والإيمان بالهدف هي التي تصنع الانتصار.....