شهدت موجودات صندوق استثمار الضمان نمواً غير مسبوق، حيث ارتفعت من 1.2 مليار دينار إلى 17.3 مليار دينار، ما يطرح سؤالاً أساسياً: ما معنى "موجودات صندوق الضمان”؟ وأين "حِصّة المواطن” من هذا النمو؟
ببساطة، يمكن تخيل صندوق الضمان كحصالة كبيرة تُجمع فيها اشتراكات المواطنين، هذه المصاري لا تبقى بلا عمل، بل تُستثمر في مشاريع آمنة ومدروسة، مثل السندات الحكومية، الأسهم، الودائع، العقارات، وغيرها من المشاريع التي تولّد عوائد ربحية. الهدف الأساسي هو أن تكبر هذه الحصالة لتظل قادرة على دفع رواتب التقاعد والتعويضات في المستقبل.
ولكن كيف حقق الصندوق هذا النمو؟ ليست المسألة زيادة الاشتراكات، بل تشغيل أموال الاشتراكات بشكل مدروس. فالأرباح تأتي من عدة مصادر، أهمها:
أرباح الاستثمارات في السندات والودائع ذات العوائد الدورية.
ارتفاع أسعار الأسهم التي يمتلكها الصندوق في شركات مختلفة.
توزيعات الأرباح من الشركات التي يساهم فيها الضمان.
بهذه الطريقة، يضمن صندوق الضمان دخلًا مستمرًا من استثماراته، ما يرفع قيمة المحفظة المالية ويعزز قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المستقبلية.
لكن المواطن يتساءل: ما الفائدة المباشرة لي من هذا النمو؟ الجواب واضح: كلما نجح الضمان في تحقيق أرباح، قلّت الحاجة لرفع الاشتراكات على المواطنين، وضمنت الدولة القدرة على دفع رواتب التقاعد بدون مشاكل مالية. إضافة لذلك، الاستثمارات التي يقوم بها الصندوق في مشاريع البنية التحتية، مثل النقل، تعود بالفائدة المباشرة على حياة المواطنين اليومية، ما يجعل الجميع مستفيداً من الأرباح التي يحققها الصندوق.
رسالة الباحث للصندوق، وللجهات المعنية: "وازنوا المحفظة، احكوا الأرقام كما هي، وراقبوا المخاطر لحظة بلحظة”، لضمان استمرار النجاح المالي واستقرار الخدمات المستقبلية بدون مفاجآت غير مرغوبة.