تمر اليوم الذكرى الثانية عشرة على رحيل الحاج فريد خليل أب وغالي العشوش، الذي وافاه الأجل في التاسع من أيلول، بعد حياة حافلة بالعطاء والإخلاص للوطن والجيش.
الراحل كان أحد جنود الجيش العربي المصطفوي الذين شاركوا في معركة الكرامة الخالدة عام 1968، حيث وقف إلى جانب رفاق السلاح مدافعاً عن ثرى الأردن الطهور. وأصيب يومها إصابة بليغة في رقبته، بقيت شاهداً على بسالته وتضحياته حتى رحيله.
لقد كان الحاج فريد نموذجاً للجندي الأردني المؤمن بعدالة قضيته، المخلص لوطنه وقيادته، إذ حمل في قلبه عقيدة الجيش العربي الراسخة بأن الوطن أغلى ما نملك، وأن الدفاع عنه شرف لا يضاهيه شرف.
ولم يكن عطاؤه مقتصراً على ميادين القتال، بل امتد إلى حياته الاجتماعية، فكان أباً حنوناً، ورجلاً صاحب خُلق رفيع، عرفه الجميع بالصدق والكرم والطيبة، ليبقى أثره الطيب في قلوب كل من عرفه.
وفي هذه المناسبة الأليمة، يستذكر أهله وأحبته محطات حياته المشرقة، ويتضرعون إلى المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجزيه خير الجزاء عمّا قدّم في سبيل الله والوطن.
رحم الله فقيد الوطن، وجعل ذكراه العطرة باقية في وجدان الأجيال، ليظل رمزاً للشرف والفداء والتضحية.