لقد أثبتت التجارب العالمية أن الإعلام حين يُدار بعقلية المؤسسة لا بأهواء الأفراد، يصبح ركيزة في بناء الأوطان وصناعة الثقة.
فالإعلام العام ليس ساحة استعراض شخصي، ولا ملكية خاصة، بل أمانة وطنية ورسالة سامية.
لكن ما نشهده اليوم على بعض شاشاتنا الرسمية، كالتلفزيون الأردني وقناة المملكة، يكشف أن بعض البرامج تُدار أحيانًا بالمزاجية والمعايير الشكلية، لا وفق المهنية والموضوعية.
فالمتلقي يتساءل ، ما هي الأسس التي يُستضاف بها الضيوف؟ هل هي الخبرة والمعرفة؟ أم مجرد اعتبارات شكلية وجندرة وألوان؟!!
المواطن، وهو الممول الأول لهذه المنابر من جيبه وضرائبه، يستحق إعلامًا وطنيًا نزيهًا يطرح قضاياه الحقيقية، لا أن يُحجب عنه الخبراء لصالح الوجوه المكررة.
إن غياب تكافؤ الفرص، وهيمنة الفردية، جعلت بعض البرامج أقرب إلى منابر مغلقة، بعيدة عن رسالتها الوطنية.
الأخطر أن يتحول الإعلام الرسمي، الممول من الشعب، إلى وسيلة لتلميع أشخاص أو تعظيم حضور فردي، بدل أن يكون أداة لتعظيم صورة الدولة ووعي الناس.
إن استمرار هذا النهج يهدد الثقة بين المواطن وإعلام الدولة، وإذا فُقدت هذه الثقة فلن تُستعاد بالشعارات، بل بالإصلاح الحقيقي الذي يعيد الاعتبار لمبدأ الحياد والموضوعية.
*وهنا تقع المسؤولية على وزارة الاتصال الحكومي، وهيئة المرئي والمسموع، لضبط الأداء ومراجعة المحتوى، كي نرتقي إلى إعلام بمستوى دولة، لا بمستوى مذيع أو موظف*.