2025-09-05 - الجمعة
برشلونة يخطط لتغييرات كبيرة في دفاعه nayrouz خافي مارتينيز يرشح يامال لحسم الكرة الذهبية nayrouz الجالية السورية في سحاب تحتفل بزفاف الشاب محمد خير البكار وسط أجواء بهجة وتراث فني ..صور nayrouz جاهة المهندس نورس الحدب السرحان ....الماضي طلب والحسنات أعطى nayrouz حمزة أيمن الشوابكة عضو لجنة شباب وشابات جمعية عون الثقافية الوطنية nayrouz جورج طريف: صوت المؤرخ وعقل الإعلامي في خدمة الذاكرة الوطنية nayrouz عون الخصاونة يطلب والبخيت يجيب nayrouz لهيب المواقف والميادين .. عبد الوالي الشخانبة nayrouz قصر بكنجهام يعلن وفاة دوقة كنت عن 92 عاما nayrouz جاهة عشائرية مهيبة بين الجهني والزبن .. طلب يد كريمة صالح القمعان الزبن لرجل الأعمال محمد نجل المحامي حاكم الجهني. صور وفيديو nayrouz موسى أحمد السعودي عميدًا لكلية عمّان الجامعية nayrouz الأردن يدين تصريحات متطرفي الحكومة الإسرائيلية بشأن تهجير الفلسطينيين nayrouz عجلون : حركة سياحية نشطة تجاوزت 55 ألف زائر nayrouz الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتوجه إلى لندن في زيارة رسمية ومروحيات اردنية نقلته لعمان nayrouz عاجل : تبادل إطلاق نار على الحدود السورية-العراقية nayrouz أبناء المرحوم الشيخ نايف حديثة الخريشا: رمز الفزعة والكرم والأصالة nayrouz %93 نسبة إشغال فنادق الخمس نجوم في العقبة خلال عطلة نهاية الأسبوع nayrouz الحزب الوطني الإسلامي يفتتح مقره الجديد ومكتب نائب الحزب الجراح في محافظة اربد nayrouz ذكرى رحيل الباشا محمد الرقاد.. رمز الوفاء ورجل الوطن nayrouz الفنان الأردني أدهم نابلسي يؤمّ المصلين في معرض دمشق الدولي nayrouz
وفيات الأردن الجمعة 5 أيلول 2025 nayrouz عطالله ابراهيم الرشايده "ابو ابراهيم" في ذمة الله nayrouz رحيل الشاب فراس حسن الجاعص السقار… قصة فراق مفجع nayrouz رحيل الناشط العربي الاميركي ادوارد ديب nayrouz الحاج منصور يوسف عبد العزيز ديراني في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 4 أيلول 2025 nayrouz الحاج صيتان الحوراني" ابو فيصل" في ذمة الله nayrouz الجبور يعزي آل التميمي بوفاة الحاج عبدالرزاق التميمي nayrouz وفيات الأردن اليوم الأربعاء 3-9-2025 nayrouz باسم يوسف فاضل الحلاحله "ابو باسل" في ذمة الله nayrouz محكمة مادبا تفقد إداريها الخلوق أحمد عودة المساندة nayrouz وفاة الشاب أحمد عودة المساندة المدير الإداري في محكمة بداية مأدبا nayrouz وفاة الملازم خالد فوزي حامد المواجده nayrouz وفاة الشاب علي صالح مقاط الخريشا nayrouz وفيات الأردن ليوم الثلاثاء 2 أيلول 2025 nayrouz وفيات الأردن اليوم الإثنين 1 أيلول 2025 nayrouz شكر على تعاز من (عشيرة السويلميين) nayrouz رحيل رجل الأعمال الحاج سعود فضيل الخريسات "أبو محمد" nayrouz وفاة العقيد الركن مجدي الصمادي "أبو كرم" nayrouz المجالي ينعى المرحوم الدكتور موسى ابو سويلم nayrouz

الخرزة الزرقاء.. من وهم الحماية إلى طمأنينة الروح

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
  



بقلم :د.ثروت المعاقبة 

شكّلت الأحجار الكريمة سرًّا من أسرار الطبيعة وسحرًا يأسر القلوب والعقول منذ القدم، فهي ليست مجرد قطع متلألئة للتزين، بل رموز عريقة ارتبطت بالقوة والجمال والروحانية، ورأى فيها القدماء طاقة غامضة قادرة على بثّ الطمأنينة أو جلب الحظ أو حتى شفاء الأمراض أو العكس تماما بالسلبية والحظ السيء، فكانت تُحمل في الجيوب وتُرصّع بها التمائم كأنها مفاتيح خفية لعالم من الأسرار، وبين الياقوت والزمرد والماس والعقيق، تتألق الحكايات التي تحيط بكل حجر، لتجعل من كل قطعةٍ تاريخًا مصغرًا، يجمع بين جاذبية الطبيعة وعمق الموروث الإنساني.

تُعدّ الخرزة الزرقاء واحدة من أبرز الرموز الشعبية التي رافقت النساء في رحلتها الطويلة مع الحياة، إذ ارتبطت عبر الأجيال بمفهوم الحماية من الحسد ودرء الشرور، على الرغم من أنّها مجرد قطعة زجاجية زرقاء بسيطة في الشكل، إلا أنّها تحمل خلفها تاريخًا عميقًا من المعتقدات والعادات التي انتقلت من جيل إلى آخر، لتصبح جزءًا من الموروث الثقافي في المجتمعات العربية والشرقية.

اللون الأزرق لم يكن اختيارًا عبثيًا، فقد اعتقد القدماء أنّه لون الصفاء والسكينة، وأنه يملك طاقة قادرة على امتصاص الشرور وتبديد النوايا السلبية، ولهذا كانت الخرزة تُعلَّق على صدور الأطفال حديثي الولادة، وعلى أبواب البيوت، وحتى في السيارات، كرمز للأمان والطمأنينة من القادم الغامض.

لم تقتصر الخرزة الزرقاء على المعتقد الشعبي فحسب، بل تحوّلت مع مرور الزمن إلى رمزا جماليا وزينة تحمل طابعًا وإرثا تراثيًا، فأصبحت تُستخدم في الحُليّ والأزياء والديكور، ممزوجة بروح الأصالة والعراقة، وهكذا اجتمع فيها البُعد الروحي مع الجانب الجمالي، لتظلّ شاهدة على تفاعل الإنسان مع رموزه وموروثه الثقافي.

العلم الحديث لا يقرّ بفكرة "طرد الحسد" عبر الخرزة الزرقاء، إلا أنّها تظلّ رمزًا غنيًا بالمعاني والدلالات التي تجسّد حاجة الإنسان الفطرية للشعور بالحماية، وتكشف عن عمق الثقافة الشعبية التي تحافظ على هويتها عبر رموز بسيطة لكن مؤثرة ولكن بالجانب الآخر أقر العلم أن هناك طاقة غامضة في الاحجار سواء كانت سلبية أم إيجابية.

الخرزة الزرقاء ليست مجرد تعويذة، بل هي ذاكرة جمعية تروي قصة الإيمان الشعبي بقوى غيبية، وتعبّر عن تمازج العقل البشري بين الخوف والرجاء، بين الرغبة في الحماية والبحث عن الطمأنينة.

لقد رافقت الخرزة الزرقاء قصص الجدات وهمسات الأمهات،  وكثيرًا ما كانت تُزين عقود النساء أو تُربط بخيط أسود في معاصم الأيادي، لتغدو علامة دفء وطمأنينة، تذكّر من يرتديها أن هناك من يحميه ولو برمز بسيط.

إنها ليست مجرد خرزة، بل ذاكرة حيّة تختزل دفء البيوت القديمة، وأحاديث السهرات التي يتداخل فيها الخوف بالرجاء، فالخرزة الزرقاء تُشبه حلقة الوصل بين الماضي والحاضر؛ رمزٌ يربطنا بجذورنا، ويذكّرنا بأن الثقافة ليست دائمًا في الكتب والقصائد، بل أحيانًا في قطعة صغيرة تحملها يد أمّ قلقة أو جدة حكيمة.

واليوم، ورغم الحداثة والتطور، لا تزال الخرزة الزرقاء تعيش بيننا بوجه جديد؛ تزيّن الإكسسوارات، وتُعلّق كقطعة ديكور أنيقة، لكنها في جوهرها ما زالت تحكي القصة ذاتها: قصة الإنسان الذي يبحث عن الأمان في عالم مليء بالمجهول.

الخرزة الزرقاء ليست مجرّد تعويذة من موروث قديم، بل هي أيقونة ثقافية تحمل بين طياتها عبق الماضي وطمأنينة الحاضر، ورمز خالد سيظلّ يروي للأجيال القادمة كيف حمى الإنسان نفسه بالرموز قبل أن يحميها بالعلم.

ورغم كل ما سبق، لا تخلو بعض المعتقدات من رؤية الخرز باعتباره حاملاً لطاقة قد تكون سلبية أحيانًا، فالاستخدام المفرط للخرز أو الاعتماد الكلي عليه قد يولد نوعًا من الوهم والارتباط النفسي الزائد، بحيث يصبح الإنسان أسيرًا لفكرة أن قوته تكمن في قطعة حجر صغيرة لا في ذاته، كما أن بعض الخرزات وفق الموروث الشعبي، قد تحمل معاني الكآبة أو التوتر إذا كانت بألوان داكنة أو إذ ارتبطت بذكريات غير سعيدة، فتستحضر بذلك طاقات سلبية بدلاً من أن تدفعها.

الخرز بكل ألوانه ومعانيه يبقى جزءًا من ثقافتنا الشعبية وتراثنا الرمزي لكن الحقيقة أن مصدر الطاقة الأكبر للإنسان هو إيمانه الداخلي، وقوة تفكيره، وروحه المليئة باليقين والثقة بالله وحده، فالخرزة قد تكون مجرد وسيط يذكّرنا بالطمأنينة، لكن الطاقة الإيجابية الحقيقية تنبع من القلب والعقل معًا والحامي هو الله في نهاية المطاف.