في سجل القوات المسلحة الأردنية، تبقى أسماء لامعة حفرت حضورها بجهدها وإخلاصها، ومن بينها يبرز اسم العميد المتقاعد نايف بخيت حمدان العريمي، الذي شكّل مثالاً حيّاً للضابط الأردني المخلص لوطنه وقيادته، والمتمسك بقيم الانضباط والكفاءة، عبر مسيرة مهنية وعلمية غنية امتدت لعقود.
قائد ومعلّم
منذ أن التحق بصفوف القوات المسلحة، تدرج العريمي في المناصب القيادية والتدريبية، ليصبح قائد لواء دفاع جوي، وآمر مدرسة الملك طلال العسكرية، ومدير أركان لواء دفاع جوي، إلى جانب توليه مهام نوعية في أمن الطائرات والمطارات والسفارات بمطار الملكة علياء الدولي.
ولم تكن هذه المواقع مجرد مناصب، بل ساحات لإثبات القدرة على القيادة، التخطيط، وإدارة الموارد بكفاءة عالية.
رصيد علمي راسخ
حمل العريمي في مسيرته راية العلم إلى جانب العمل، حيث حصل على ماجستير الإدارة والدراسات الاستراتيجية من جامعة مؤتة، ودبلوم إدارة الموارد الوطنية من كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، إضافة إلى بكالوريوس العلوم العسكرية والإدارية. هذا الرصيد العلمي مكّنه من أن يكون محاضراً بارعاً في مفاهيم الأمن الوطني، والقيادة، والموارد الوطنية، والأمن البيئي، ما جعله مصدراً للمعرفة لطلبة الجامعات الأردنية ومراكز التدريب العسكري.
بصمة في تطوير التدريب العسكري
تميّز العريمي بدوره الريادي في تحديث مناهج التدريب وحوسبتها داخل وحدات الدفاع الجوي، إضافة إلى تطوير منهاج التدريب الأساسي للجنود المستجدين والمعادين للخدمة. كما أسهم في إعداد برامج نوعية حول أساليب التدريب الجيد، الأمر الذي انعكس على رفع كفاءة القوات المسلحة الأردنية وإعداد جيل مؤهل علمياً وميدانياً.
خبرة وطنية شاملة
لم تتوقف إنجازات العميد المتقاعد عند حدود الميدان العسكري، بل امتدت لتشمل تقديم محاضرات متخصصة في الأمن الوطني، إدارة الموارد، وأمن المطارات والطائرات، بما عزّز من وعي الطلبة والكوادر حول أهمية التكامل بين الأمن والتنمية.
كما شارك في العديد من الدورات المتقدمة داخل المملكة، منها دورة القيادة والأركان الملكية، ودورة الدفاع الوطني، ودورات متخصصة في أمن الطيران وحماية الشخصيات والمطارات والسفارات.
إرث وطني
يُختصر مسار العميد المتقاعد نايف بخيت العريمي بأنه رجل دولة وعسكري قدّم للوطن عصارة علمه وخبرته، وترك أثراً في كل موقع خدم فيه.
فقد جمع بين الانضباط العسكري والفكر الأكاديمي، وبين القيادة الميدانية والبعد الاستراتيجي، ليكون نموذجاً مشرفاً لضابط أردني حمل الأمانة بإخلاص، وواصل رسالته بالتعليم والتدريب، مؤمناً أن الأمن الوطني لا يتحقق إلا بالعلم والعمل معاً.