من سهول المفرق وبواديها التي عانقت الرياح واحتضنت التاريخ، حيث ولدت الأساطير وترعرعت فيها فرسان لم يعرفوا غير الأصالة ، ظهر لنا شهمٌ في الإيباء وحرٌّ في السماء، كالصقر الذي يعلو بلا قيود، يحلق بفخر لا يحده زمان ولا مكان. إنه عايد شيحان العيسى، الرجل الذي سطر باسمه شجاعة الأجداد وكرامة الآباء، ليصبح رمزًا للأصالة والمروءة على مر السنين..
عباءة قوات البادية الملكية ما زالت تحفه، تتزين به، وكأنه روح الفروسية نفسها تتجسد في إنسان. هو الفارس الذي يجمع ولا يفرق، من يعرفه يشعر بالأمان والطمأنينة، ومن يراه يشعر بعظمة المسؤولية ورفعة الروح. وعندما كان يزوره شيوخ القبائل في قيادة قوات البادية الملكية ؛ لا يلبثون أن يحضروا الغداء، مستمتعين بكلماته التي تحمل حِكمًا وعِبرة، وهو يقول هذا من كرم جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه قال لا يخرج ضيفا بدون غداء .. الذي زرع في قلبه الوفاء والإصرار.
إنه الباشا حينما كان مساعدا لمدير الامن العام كان يعلّم زملاءه أن تكون مخافة الله نصب أعينهم، وأن يكون الكرم والشهامة عنوان كل فعل.. كان يحثهم بقوله شاب في مقتبل العمر، مشكلته حاولوا تنحل نريد وطن فيه الكفاءة من الشباب وليس مجرم ، وعينه تنظر بعين الحنان لكل محتاج. كم من شابٍ بريء تم إنهاء مشكلته بكرمٍ لا يضاهيه شيء، وكم من أرملة أو يتيم ابتسموا عندما قدم لهم العون، فهو يعطي من قلبه قبل ماله، قائلاً دومًا: «هذا من كرم جلالة سيدنا، الأب الحاني، ونحن منه نتعلم الحكمة والعبرة ؛؛
وعايد شيحان ليس فقط رجل قوة وواجب، بل هو رمز للحق والوفاء، صوت الشجاعة وصدى الرحمة، فارس يقف حين يضيع الناس، ويشد من أزر الضعفاء حين تتكالب عليهم الصعاب. كل خطوة يخطوها، وكل كلمة ينطق بها، تحمل في طياتها رسالة: أن الكرامة والوفاء لا يزولان ، وأن البطل الحقيقي ليس من ينتصر في المعارك فقط، بل من يرفع الراية للأخلاق والفروسية في أردننا العزيز ..
الباشا عايد شيحان العيسى متعك الله بالصحة والعافية