في إطلالة إعلامية اتسمت بالوضوح والعمقِ، أكدت أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والماليةِ، سحر الشخاترة، عبر شاشة التلفزيون الأردني في برنامج "ستون دقيقةٍ"، أن العام الدراسي الجديد ينطلق على أسس راسخةٍ من الثقة والتحضيرِ، مشيرة إلى أن الوزارة تدخل هذا العام بعقلية تخطيطيةٍ رصينةٍ، وإرادةٍ تنفيذيةٍ صلبةٍ، ورؤيةٍ إصلاحيةٍ متجددةٍ تؤمن بأن التعليم مشروع وطنٍ لا يعرف التوقفَ.
وأوضحت الشخاترة أن 1.6 مليون طالبٍ سيتوجهون صباح الأحد إلى مقاعد الدراسةِ في المدارس الحكوميةِ، في مشهدٍ وطنيٍّ نابضٍ بالحياةِ يجسد حجم الاستثمار الأردني في الإنسانِ، بصفته الثروة الأغلى التي لا تقدر بثمنٍ.
وأضافت أن افتتاح 30 مدرسةً جديدةً مع بداية العام لا يعد مجرد إضافةٍ رقميةٍ، بل هو خطوةٌ نوعيةٌ تلبي احتياجاتٍ ملحةٍ وتعزز العدالةَ في توزيع الفرص التعليمية عبر محافظات المملكةِ.
كما كشفت عن آليةٍ دقيقةٍ ومحكمةٍ لتوزيع الكتاب المدرسيِ، تضمن وصوله إلى أيدي الطلبةِ في اليوم الأولِ، مؤكدة أن "التعليم يبدأ من الدقيقة الأولى للحصة الأولىِ"، في رسالةٍ تعكس ثقافة الانضباط والجديةِ.
وأشارت في الوقت نفسه إلى خطةٍ متوازنةٍ لتعيينات المعلمينَ، بما يرفد الميدان بكفاءاتٍ جديدةٍ قادرةٍ على تعزيز العملية التعليميةِ.
وأكدت كذلك أن نظام التعليم الإضافيِ سيبقى حاضرا كأداةٍ مرنةٍ تستجيب للاحتياجات الميدانيةِ وتساهم في سد الفجوات الطارئةِ، بما يضمن استمرار العملية التدريسيةِ بانسيابٍ ودون انقطاعٍ.
وفي سياق متصلٍ، شددت الشخاترة على أهمية البيئة المدرسيةِ التي تعد مكوناً جوهرياً في إنجاح العملية التعليميةِ، مؤكدة أن الوزارة أولت اهتماماً خاصاً بتهيئة الساحات والغرف الصفيةِ وتوفير المقاعد المريحةِ وضمان النظافة العامةِ وتحديث المرافق الصحيةِ، بما يجعل المدرسة فضاءً جاذباً ومكاناً محفزاً على التعلم والإبداعِ.
وأضافت أن الأنشطة المدرسية ستفعل بصورة أوسع هذا العامِ، لتغدو المدرسة بيتاً ثانياً للطلابِ، تغرس فيهم قيم الانتماء والمواطنة الفاعلةِ وتزرع روح التعاون والعمل الجماعيِ، ليكبروا على أسسٍ متينةٍ تجمع بين التحصيل العلمي والوعي الوطنيِ.
وفي لغة الأرقامِ، بينت الشخاترة أن الأردن يحتضن اليوم 4092 مدرسةً حكوميةً تقابلها 3500 مدرسةٍ خاصةٍ، في مشهدٍ يعكس شراكةً متوازنةً بين القطاعين العام والخاصِ لخدمة رسالةٍ واحدةٍ تتمثل في الارتقاء بالطلاب وإعداد جيلٍ واعٍ يمتلك أدوات المستقبلِ.
واختتمت الشخاترة حديثها بالتأكيد على أن التعليم في الأردن ليس موسماً يتكرر بجدولٍ روتينيٍ، بل هو مشروع وطنٍ يتجدد كل صباحٍ، يكتب فصوله أبناؤنا الطلاب في مقاعدهم، ويخط معالمه المعلمون بعطائهم، وتحتضنه المدارس بفضائها الآمن وبيئتها الداعمةِ، ليبقى الأردن على الدوام وطن العلم والنورِ، وقلعة العز والفخرِ، وحاضنة الأجيال التي تحمل الراية عالياً وتواصل المسيرة بثقةٍ وانتماءٍ.