على أرض الكرك، حيث الجذور الضاربة في عمق التاريخ، تبرز عشيرة المعايطة كأحد أعمدة الوطن التي لم تتوانَ يومًا عن تقديم التضحيات في سبيل الأردن. منذ نشأة الإمارة وحتى يومنا هذا، ظل اسم المعايطة مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالجيش العربي، ليشكّل قصة عشق خالدة بين الرجال والسلاح، بين الوفاء والانتماء.
من الثورة العربية الكبرى إلى ميادين الشرف
منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى، كان رجال المعايطة في الصفوف الأولى، يشاركون في المعارك دفاعًا عن الأرض والعروبة. وعندما تأسست القوات المسلحة الأردنية، كان لهم حضور فاعل، حيث التحق أبناؤهم بالجيش ليكونوا جزءًا من بنيانه الراسخ.
خدمة الوطن.. عقيدة متوارثة
يقول أحد وجهاء العشيرة: "الجيش بالنسبة لنا ليس مجرد مؤسسة، بل هو بيتنا الكبير، وارتداء البزة العسكرية شرف نعتز به.” هذا الانتماء لم يأتِ من فراغ، بل من قناعة راسخة بأن حماية الوطن واجب مقدس، ومن إيمان بأن الأردن يستحق التضحية والفداء.
بطولات خالدة وأسماء تضيء التاريخ
لم تخلُ كتب التاريخ من أسماء أبناء المعايطة الذين سطّروا ملاحم البطولة على ثرى فلسطين في معارك باب الواد واللطرون، وعلى الحدود دفاعًا عن الأردن. بعضهم ارتقى شهيدًا، ليكون دمه الطاهر عنوانًا للفداء، وآخرون أمضوا سنوات في خدمة الجيش، حاملين لواء الشرف والإخلاص.
العلاقة التي لا تعرف الفتور
جيلاً بعد جيل، تتجدد هذه العلاقة المقدسة بين العشيرة والجيش، حتى أصبحت جزءًا من الهوية، فكل بيت في المعايطة يكاد يضم جنديًا أو ضابطًا في القوات المسلحة. إنها ليست مجرد مهنة، بل عشق للأرض، ووفاء للقيادة، وإيمان بأن الأردن يستحق كل التضحية.
تبقى قصة المعايطة مع الجيش العربي الأردني مثالاً حيًا على الولاء والانتماء، ورسالة تؤكد أن الأردن قوي برجاله، راسخ بجذوره، عصي على كل التحديات. إنها قصة عشق لا تكتب بالحبر، بل تكتب بدماء الأبطال وعرق الرجال