تمر الذكرى السنوية السادسة على رحيل اللواء الركن صابر طه المهايره "أبو الليث"، وما زال صدى غيابه يثقل القلوب ويترك في الأرواح جرحاً لا يندمل. رحل الجسد، لكن الحضور باقٍ في ذاكرة كل من عرفه، وفي وجدان من عاش معه لحظاتٍ ستظل شاهدة على عظمته وطيب سيرته.
في غيابك يا أبا الليث، يبقى الصمت لغةً تحكي عن رجولتك، وتبقى الضحكة البشوشة التي كانت تبعث الطمأنينة في القلوب عالقة في الأذهان، فيما تظل خطواتك في الميادين، وكلماتك الحكيمة في المجالس، مناراتٍ لا تنطفئ.
ست سنوات مضت على رحيلك، وما زالت العيون تفيض بالحنين، وما زالت القلوب تردد دعاءً لك في كل لحظة، وما زال الوطن يتذكر القائد الذي كان رمزاً للشجاعة والوفاء، ورجلاً لا يساوم على الحق ولا يعرف إلا البذل والعطاء.
لقد كنت الرقم الصعب، السند والعزوة، والفارس الذي عطّر الميادين بحضوره، ونذر حياته لخدمة وطنه وأمته. كنت مدرسة في الرجولة، ومعنى في الوفاء، ومثلاً يُحتذى به في القيادة والإخلاص.
فقدناك يا سيد الرجال، ولكنك لم تغب، فما زالت مبادئك إرثاً حياً، وسيرتك نبراساً، وذكراك دمعةً لا تجفّ، ومكانتك في القلوب لا يزاحمها أحد.
وفي هذه الذكرى، لا نملك إلا الدعاء لك بأن يجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يرزقك الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين، وأن يجزيك عن وطنك وأهلك خير الجزاء.
رحمك الله يا صابر المهايره، عشت فارساً ومت فارساً، وستبقى خالداً في الذاكرة، يوجعنا فراقك وتبكينا ذكراك، لكن عزاءنا أنك تركت بصمة لا يطويها الزمن.