لماذا نُصرّ أحيانًا على البقاء في مكاننا بينما يتغير العالم من حولنا بسرعة مذهلة؟ هل تطوير النفس عيب أم نقص؟ بالعكس، إنّ السعي لاكتساب المهارات والمعارف الجديدة هو أجمل ما يمكن أن يقدّمه الإنسان لنفسه ولمجتمعه.
لقد اعتدنا عبر التاريخ على استقبال كل تطور تقني بدهشة. كان الراديو يومًا ما إنجازًا مهيبًا لا يمتلكه الجميع، ثم جاء التلفاز ليُحدث ثورة في حياة الناس. واليوم، لم يعد أيّ منهما يحتل مكانته السابقة، بعدما تحوّل الهاتف المحمول إلى جهاز شامل؛ يجمع بين التلفاز والراديو والبودكاست والصحف والإعلام الرقمي، ويمنحنا نافذة على العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
لقد أصبح العالم بالفعل قرية صغيرة، تتداخل فيها الأصوات والأفكار والفرص. ومن هنا، فإنّ مواكبة هذا التطور لم تعد رفاهية، بل واجبًا على كل إنسان. العيب ليس في أن نتعلم أو نبحث، بل في أن نتجاهل المعرفة ونبقى أسرى جهلنا.
الثقافة، سواء في مجال التخصص أو في مجالات الحياة العامة، أصبحت مفتاحًا للنجاح والتميّز. والتقاعس عن تحديث الذات يعني ببساطة البقاء خارج دائرة التطور.
التطور الذاتي اليوم ليس خيارًا.. بل هو طريق البقاء.
ابدأ اليوم، ولا تنتظر الغد.. فالعالم لا يتوقف عن التغير، وأنت وحدك من يقرر إن كنت ستواكبه أم ستبقى في الخلف.