حين أعلن سمو ولي العهد الأمير الحسين قرار عودة خدمة العلم، لم يكن الأمر مجرد توجيه إداري أو إجراء تنظيمي، بل كان إعلانًا عن ميلاد مرحلة جديدة في مسيرة الوطن، حيث تُصاغ علاقة الشباب بالأردن على أسس الانتماء الصادق، والانضباط النفسي، والإرادة الصلبة.
خدمة العلم ليست مجرد لباس عسكري أو تدريبات ميدانية، بل هي مدرسة حياة؛ فيها يتعلّم الشاب أن الوطن أمانة ومسؤولية، وأن القوة ليست في السلاح وحده، بل في الانضباط، والعطاء، والقدرة على التضحية. هناك، حيث يقف الشباب صفًا واحدًا، تُزرع بذور الرجولة، وتُبنى النفوس، ويُصاغ الوعي الوطني بروح لا تعرف الفردية ولا الأنانية، بل تعرف التعاون، الإيثار، وحب الوطن.
لقد أراد سمو ولي العهد أن يسبق الزمن برؤية ثاقبة، ليعيد لشباب الأردن وهجهم، ويمنحهم فرصة أن يكونوا شركاء حقيقيين في صناعة الغد. فجيل اليوم ليس مدعوًا للانتظار أو الاكتفاء بالأحلام، بل مدعو ليصنعها بعرقه وإرادته وعزيمته. وهذا القرار هو الجسر الذي يصل بين طموحات الشباب وآمال الوطن، بين الحلم والواقع، بين الحاضر والمستقبل.
إن عودة خدمة العلم تعني أن الأردن يكتب فصلاً جديدًا من القوة والعزة، بأقلام شبابه وسواعدهم، تحت راية قيادة حكيمة تؤمن أن الإنسان هو رأس المال الأول والأبقى. ومع هذه العودة، يولد جيل أكثر وعيًا، أكثر انضباطًا، وأكثر استعدادًا ليحمل اسم الأردن عاليًا في المحافل كافة.