في أواخر الثمانينيات، كان نادي سباق الخيول الملكي "الطنيب" مسرحًا لتفاخر الأردنيين بخيولهم، كل مالك يزهو بجمال فرسه وقوة حصانه. هناك وُجدت أسماء لامعة: من خيول ابو سلطان الفرس حبيبة، الحصان كأس الملوك… لكن وسط هذه الأسماء، لمع نجم لا يشبه أحدًا: حسام، الحصان الذي لم يعرف طعم الهزيمة يومًا.
كل سباق يخوضه، يعود متوّجًا بالمركز الأول، حتى صار خصمًا لخيول رجال كبار، بحجم الجبال مقامًا وهيبةً.
وجاء يوم الجمعة، الثالثة عصرًا، موعد السباق الذي قيل عنه "الأصعب". المنافس هذه المرة قوي، وصاحبه أقوى، والجمهور كله يترقّب.
ترجل أبو سلطان من سيارته المرسيدس الاستيشن الخضراء، واقترب من حسام، كأنه يحدّث فارسًا لا حصانًا:
فمد يده، ووضع في كفي عشرة دنانير: قال "راهِن عليه."
وانطلق السباق… لم يكن مجرد ركض، بل كان إعلانًا عن هيمنة. حسام قفز من البداية إلى الصدارة، وترك منافسه خلفه بأمتار، حتى أعلن خط النهاية فوزًا ساحقًا. وفي تلك اللحظة، انهارت أسطورة الحصان كوبان على صخرة عنفوان حسام. وصاحبه كاد ان يموت غيضا..
وقف أبو سلطان يهتف بصوت يسمعه كل الميدان:
> "تخسى يا كوبان… تطلع على حسام!"
ومن ذلك اليوم، أيقنت أن الخيل ليست مجرد مخلوقات تركض… بل قلوب تنبض وتقاتل لأجل من تحب.
تحية وفاء للخال فيصل عواد سطام الفايز، أطال الله عمره بالصحة والعافية.