تُعد خدمة العلم إحدى الركائز الأساسية في بناء شخصية الشباب وصقل هويتهم الوطنية، فهي ليست مجرد فترة زمنية يقضيها الشاب في معسكرات التدريب، بل هي مدرسة حقيقية يتعلم فيها معنى الانضباط، الالتزام، التضحية، والعمل بروح الفريق الواحد.
إن قرار إعادة خدمة العلم في الأردن يعكس رؤية قيادتنا الهاشمية الحكيمة وحرصها على إعداد جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات، جيل يدرك أن الوطن بحاجة إلى سواعد أبنائه، وأن خدمة الوطن شرفٌ لا يضاهيه شرف.
وتأتي إعادة خدمة العلم في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، لتكون فرصة لغرس قيم الانتماء وحب الوطن في نفوس الشباب، وإكسابهم مهارات حياتية وعسكرية تجعلهم أكثر استعدادًا للمستقبل. كما أنها تشكل نقطة التقاء بين أبناء الوطن من مختلف الأصول والمنابت، يجتمعون على قلب رجل واحد تحت راية الأردن، ليثبتوا أن وحدتهم هي مصدر قوتهم.
إن الانخراط في خدمة العلم ليس واجبًا وطنيًا فقط، بل هو محطة مهمة في رحلة الشباب نحو تحمل المسؤولية، فهو يعلّم الصبر والتحمّل، ويزرع في النفوس احترام الوقت، والاعتماد على الذات، والاعتزاز بالهوية الوطنية. ومن خلال التدريب العسكري والخدمات المجتمعية التي يتلقاها المجند، فإنه يساهم في خدمة وطنه بشكل مباشر وفعّال.
لقد أثبتت التجارب السابقة أن خدمة العلم أفرزت شبابًا أكثر انضباطًا وثقة بأنفسهم، وأكثر وعيًا بأهمية حماية الوطن والمحافظة على مكتسباته. واليوم، ونحن نعيد هذه الخدمة من جديد، فإننا نعيد معها الأمل بجيل قادر على صون الأردن والدفاع عنه، جيل يحمل راية الوطن بفخر وعزيمة لا تلين.
في النهاية، يمكن القول إن إعادة خدمة العلم هي مشروع وطني بامتياز، يستهدف الشباب ليكونوا درعًا وسندًا للأردن الغالي، ورسالة واضحة بأن الانتماء ليس شعارات تقال، بل أفعال ومواقف تُترجم في ميادين العطاء والتضحية، وإلى أمير الشباب سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ابهجت القلوب ورفعت المعنويات بإعادة خدمة العلم، حفظ الله هذا الوطن العزيز وجلاله الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الامير الحسين بن عبد الله الثاني.