في ظل ما يروّج له رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من أوهام استعمارية تحت مسمى "إسرائيل الكبرى”، والتي تقوم على ضم كامل الأراضي الفلسطينية، وابتلاع الأردن، وابتلاع لبنان وأجزاء من سوريا، في محاولة لرسم خريطة وهمية تكرس التوسع والهيمنة على حساب الشعوب وأوطانها، فإننا نعلن وبأشد العبارات رفضنا المطلق لهذه المخططات الباطلة.
إن ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى” ليس سوى مشروع استيطاني توسعي غارق في الأساطير والخرافات التوراتية، يهدف إلى تغيير هوية المنطقة وإلغاء وجود شعوبها، متجاهلًا القانون الدولي وحقوق الإنسان، وضاربًا بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق. هذا المشروع يضع الأردن، أرضًا وشعبًا وقيادة، في قلب دائرة الاستهداف، ويشكل تهديدًا مباشرًا لأمنه القومي وحقه في السيادة الكاملة على ترابه الوطني.
الأردن لم يكن يومًا أرضًا سهلة المنال، ولن يكون، فقد وقف على مدى تاريخه، بقيادته الهاشمية وجيشه العربي وشعبه الأصيل، سدًا منيعًا أمام كل الأطماع والمؤامرات. واليوم، أمام هذه التهديدات السافرة، نؤكد أننا جاهزون لأي خطوة للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن، وعن كرامتنا وسيادتنا وهويتنا العربية، وأن أي محاولة للمساس بالأردن ستُواجَه بردٍ قاطع لا يقبل المساومة.
إننا نقف خلف القيادة الهاشمية وقواتنا المسلحة الباسلة، وندرك أن الردع الحقيقي يبدأ من وحدة الصف والإرادة الصلبة، وأن الأردن سيظل ثابتًا في مواقفه التاريخية الرافضة لأي شكل من أشكال التوسع أو الاحتلال أو التهديد. نحن نؤمن أن قوة الحق أكبر من كل ترسانة باطل، وأن عزيمتنا وإصرارنا قادرة على إفشال أي مشروع يهدف إلى النيل من أمننا واستقرارنا.
وليعلم العالم أجمع، أن من يحاول العبث بحدود الأردن أو النيل من سيادته، سيجد أمامه شعبًا موحدًا لا يفرط بشبر من أرضه، وقوة وطنية مستعدة للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الكرامة والحرية والسيادة. الأردن ليس مجرد حدود على خريطة، بل هو تاريخ وهوية وعقيدة وانتماء، ومن يظن أنه قادر على ابتلاعه، واهم لا يعرف معنى الشموخ والصمود.
سائلين المولى القدير ، رب العرش الكريم، أن يحفظ الأردن أرضًا وشعبًا وقيادة، وأن يمد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم بالعون والقوة والحكمة، وأن يجعله ذخرًا للأمة، وسدًا منيعًا في وجه كل باغٍ معتدٍ.