في قلب قرية الفرذخ الهادئة، الواقعة في محافظة معان جنوب الأردن، وُلدت حكاية استثنائية لشاب اسمه مصطفى عبد الله أبو شتال النعيمات، حكاية كتبتها الإرادة وصاغتها المثابرة وسط ظروف قاسية.
نشأ مصطفى في أسرة متواضعة الحال، حيث كان والده متزوجًا من زوجتين، ما جعل الموارد المعيشية شحيحة، والظروف الاقتصادية صعبة. ورغم قسوة الحياة، ظل إيمانه راسخًا بأن التعليم هو البوابة الحقيقية لمستقبل أفضل.
لم تكن الطريق سهلة، فقد كان يقطع مسافة ستة كيلومترات يوميًا سيرًا على الأقدام للوصول إلى مدرسته في قضاء إيل، متحديًا برد الشتاء القارس وحر الصيف اللاهب. ومع ذلك، لم يعرف اليأس طريقًا إلى قلبه، بل كان يعتبر كل خطوة على هذا الدرب بداية جديدة نحو الحلم.
بعد ساعات الدراسة، كان يعود لمساندة عائلته في رعي الأغنام والعناية بالأشجار، مؤمنًا بأن النجاح لا يصنعه الجلوس في الظل، بل الجهد والعمل مهما كانت التحديات.
مصطفى أبو شتال اليوم يمثل قصة نجاح ملهمة، تروي أن الطموح لا تحده الجغرافيا، ولا تقف أمامه قسوة الظروف، وأن الإرادة الصادقة قادرة على تحويل الصعاب إلى جسور نحو القمة.