في قلب الشوبك، حيث تتحدى الطبيعة قسوتها، نشأت شهد طاهر الرفايعة، طالبة لم تعرف اليأس طريقًا إلى قلبها. لم تكن رحلتها في الدراسة عادية، فقد كانت تحمل تحديًا أكبر من الكتب والمناهج. كانت تعاني من ضعف السمع، لكن بدلًا من أن يصبح هذا التحدي عائقًا، تحول إلى وقود يغذي إرادتها الصلبة.
بإصرار وعزيمة، خضعت شهد لعملية زراعة قوقعة، لمساعدتها على السمع بشكل أفضل، وبدلاً من أن تستسلم لظروفها، جعلت من هذه التجربة نقطة انطلاق جديدة نحو النجاح. لم تكن الصعوبات تقتصر على حالتها الصحية؛ فكانت شهد النشمية الشوبكية تتحمل مشقة التنقل اليومي لمسافة تزيد عن 15 كيلومترًا من قريتها بئر خداد إلى مدرسة الشوبك الثانوية الشاملة للبنات ، متحديةً بذلك صعوبة الجغرافيا وظروف الطريق وعدم توفر المواصلات دائما.
لم تستسلم شهد يومًا. كانت عيناها على هدف واحد: تحقيق حلمها بأن تكون فردًا منتجًا ونافعًا في المجتمع. اختارت تخصص الشعر والتجميل بحب وشغف، لتصنع بيديها فنًا يبهج الآخرين.
واليوم، تقطف شهد ثمار جهودها وسهر الليالي، فقد حققت معدل 82.25% في تخصصها. هذا النجاح ليس مجرد رقم، بل هو قصة كفاح، وإصرار، وإيمان بأن المستحيل يمكن أن يتحقق بالإرادة.
نبارك لشهد هذا التفوق المبهر ونهنئ والديها الذين كانوا خير سند وعون، قدموا لها كل الدعم والمؤازرة لتكون قدوة في المثابرة. كما نوجه تحية خاصة لإدارة المدرسة ومعلماتها اللواتي بذلن كل جهد لتذليل الصعاب، فكنّ خير معين لشهد وزميلاتها في رحلتهن نحو التميز.
قصة شهد هي رسالة لكل من يواجه تحديًا، رسالة مفادها أن الإرادة القوية يمكن أن تصنع المعجزات.