شهدت الساحة السياسية والإعلامية في الأردن موجة من التساؤلات والنقاشات عقب التعديل الوزاري الذي أُجري اليوم على حكومة دولة الدكتور جعفر حسان، وسط حالة من الترقب من مختلف الأطياف السياسية لمخرجات هذا التعديل وما قد يحمله من دلالات على المرحلة المقبلة.
وقد شمل التعديل دخول عدد من الوزراء الجدد إلى الفريق الحكومي، بعضهم يتولى الحقيبة الوزارية لأول مرة، في حين غادر آخرون المشهد بعد فترة من الخدمة. هذا التغيير أثار تبايناً ملحوظاً في ردود الفعل، سواء في الأوساط السياسية أو بين المواطنين.
انقسام في الرأي العام
في الشارع الأردني، انقسمت الآراء حول التعديل الوزاري بين مؤيد، وآخرين أبدوا استغرابهم أو عدم رضاهم. فقد رأى البعض أن التعديل يمثل خطوة إيجابية نحو تجديد الدماء وضخ كفاءات جديدة في العمل الحكومي، معتبرين الحكومة الجديدة أقرب إلى تشكيل "تكنوقراط" يعتمد على أصحاب الخبرة والتخصص.
في المقابل، عبّر آخرون عن استهجانهم، مشيرين إلى أنهم لم يشعروا بأثر واضح لمن غادروا الحكومة، كما أنهم غير مطلعين على خلفيات من تم تعيينهم، ما عزز الانطباع بأن التشكيلة جاءت في إطار العلاقات الشخصية والصداقة أكثر من اعتمادها على أسس موضوعية.
مطلب بتغيير النهج لا الأشخاص
فئة ثالثة من المواطنين والمحللين ذهبت إلى التشكيك بجدوى التعديل ما لم يُرافقه تغيير حقيقي في النهج والسياسات الحكومية. وفي هذا السياق، تكررت الدعوات إلى إصلاحات جوهرية تتجاوز تبديل الوجوه، مشددين على أن التغيير الشكلي لا يُلبي تطلعات الشارع ولا يخفف من التحديات الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها المواطن.
مطالب الشارع واضحة
تعكس الأحاديث المتداولة بين الناس مطلباً رئيسياً يتمثل في تحسين الأوضاع المعيشية. إذ يرى العديد من المواطنين أن الحاجة الماسة تكمن في توفير فرص العمل للشباب، وخفض نسب البطالة، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، أكثر من إجراء تعديلات حكومية متكررة لا تفضي إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وفي ظل هذه التباينات في الآراء، تبقى التحديات أمام الحكومة قائمة، بينما يترقب المواطن الأردني خطوات تنفيذية فعلية تحقق تطلعاته وتخفف من الأعباء الاقتصادية التي أثقلت كاهله في السنوات الأخيرة.