في وقت نُكثر فيه الحديث عن تراجع القيم الوظيفية وانقطاع بعض المسؤولين عن الناس، لا تزال هناك شخصيات تذكّرنا أن الوظيفة العامة يمكن أن تكون مساحة للعطاء، وأن المناصب لا تصنع القادة بقدر ما تصنعهم القلوب النقية.
المقدم أحمد بيك عبيدات، مدير مكتب مدير الخدمات الطبية الملكية، ليس مجرد ضابط يؤدي مهامه اليومية، بل هو إنسان اختار أن يحمل هموم الناس قبل أوراقهم، وأن يفتح قلبه قبل مكتبه، وهاتفه قبل ملفاته.
من يترددون على الخدمات الطبية يعلمون جيدًا من هو عبيدات… رجل لا يغيب، لا يتأخر، لا يتهرب من مسؤولية، ولا يُثقل على المراجع بالروتين أو التسويف. هو ببساطة موجود، حاضر، ومنجز.
كل من تعامل معه يخرج بانطباع واحد: هذا الرجل ليس كغيره. في سرعة الإنجاز، في حسن الاستقبال، في حرصه على المتابعة، في طريقته الهادئة التي تمزج بين الحزم والاحترام، وبين الواجب والمروءة.
لكن الأجمل في قصة عبيدات أنه لا يطلب شكرًا، ولا ينتظر تقديرًا. هو فقط يفعل ما يمليه عليه ضميره، وما تربّى عليه من قيم الجندية الأردنية الرفيعة.
نحتاج كثيرًا في مؤسساتنا لمثل هذا النموذج… لمن يثبت أن المنصب لا يعطيك قيمة، بل أنت من تمنح المنصب هيبته. نحتاج إلى من يذكّرنا أن السلطة ليست سلطة على الناس، بل من أجلهم.
لهذا نقولها بصدق: المقدم أحمد بيك عبيدات ليس مجرد مدير مكتب، بل هو رسالة تمشي على الأرض، تُعلّمنا أن الإنسانية ليست رفاهية… بل هي أصل القيادة وجوهرها.