في زمن اختلطت فيه الأقنعة وتناقص فيه الوفاء يطل علينا بين الحين والآخر من تسوّلت لهم أنفسهم الإساءة إلى وطننا الأردني العزيز فتراهم يعتدون على سفاراتنا في الخارج و يهاجمون رموزنا الوطنية ويتطاولون على مقام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – وعلى شعبنا الأبي الذي ما خضع يوما ولا خان عهدا.
إن السفارات الأردنية ليست مجرد مبان تمثل الدولة في الخارج بل هي وجه الأردن الحضاري وحصنه الدبلوماسي، وصوت كل أردني حر يعيش في المهجر، والاعتداء عليها هو اعتداء سافر على سيادة وطن وكرامة أمة وخيانة لأرض حملتنا على أكتافها وأطعمتنا من خيراتها.
ومن يظن أن الأردن سهل المنال أو أن رموزه بلا درع فقد أخطأ التقدير وضل الطريق. فالأردن ليس وحده جلالة الملك ولا سفير ولا مؤسسة، بل هو منظومة كرامة يمتد جذورها من صخر البتراء إلى بادية الأزرق، ومن جبال عجلون إلى العقبة الصامدة.
أما جلالة الملك عبدالله الثاني، فهو ليس مجرد قائد بل هو رمز لوطن حمل قضاياه على كتفيه ودافع عن فلسطين في كل منبر وصان أمن الأردن في أحلك الظروف ولم يساوم على ثوابت الأمة رغم الضغوط والتحديات.
وإلى كل من تسول له نفسه التطاول نقولها بكل وضوح: لن تنالوا من هيبة الأردن ولن تُضعفوا وحدتنا ولن تهزوا ثقة شعب صقل في ميادين الشرف والصبر. الأردن دولة لها مكانتها وهيبتها ولن نسمح بتلويث صورتها أمام العالم بجهل أو حقد.
دعوتنا إلى العقلاء والمنصفين في الخارج، أن يقفوا في وجه كل من تسول له نفسه تخريب العلاقات والاعتداء على مؤسسات الوطن فالاختلاف في الرأي لا يبرر التخريب، ولا يغني عن احترام رموز الدولة وسيادتها.
الأردن، بقيادته الهاشمية لم يكن يوما متفرجا على جراح فلسطين ولا كان صامتا على حصار غزة بل كان دوما في مقدمة من وقف وقال كلمة الحق في زمن الصمت، وفتح أبوابه وقلوبه لأبناء فلسطين حين أغلقت أمامهم كل الأبواب.
موقف الأردن ليس موسميا ولا صوتيا بل هو عقيدة راسخة تترجم دعما إنسانيا وسياسيا وطبيا وإعلاميا. ومن يعرف الملك عبد الله الثاني يعرف حجم ما يقدمه على كل المنابر دفاعا عن غزة، عن القدس، عن فلسطين، دون مزاودة ولا متاجرة.
نحن لا نزايد على دماء أهلنا، ولا نرفع شعارات خاوية... نحن أبناء جيش الكرامة، وأحفاد من رووا تراب القدس بدمائهم.
فمن كان في قلبه شك فليتأمل مواقفنا...
ومن أراد الحقيقة فليسأل أهل غزة من كان معهم وقت الشدة ومن ظل وفيا رغم كل الظروف.
ختاما، سيبقى الأردن عصيا على كل من أراد به شرا وستبقى سفاراته منارات دبلوماسية شامخة وسنظل نلتف حول قائدنا ورايتنا وكرامتنا. وليفهم المسيء جيدا: هذا الأردن لا يهان ولا يهدد… ومن تطاول عليه خسر.