ارحابا ، اهراء لا يخبو ، وصومعة بحمد الله لا تنضب .
القرى بين المزار والكورة تتشابك بالنظر وبالاماكن وبالقلوب وبالانساب وبالمصاهرة ، في ارحابا انت امام دماثة أهل المزار ورحابة أهل الكورة .
ارحابا سواعد الاهل لا تكل ولا تنام على كسل ، وعرق الجبين مجبول بالثرى كسماد مغمس بالفسفور والنيتروجين ، فارحابا لها خضرواتها المعروفة بأسمها ولها زيتونها ذو المذاق الطيب ولها سلالها من التين والعنب والتفاح ، هي ابنة الطبيعة التي تأكل من جنى اديمها :
" يا ديرها الشرقي لا زال رائح يحل عقود المزن منك ومغتدي
عليلة انفاس الرياح كأنما يعل بماء الورد نرجسها الندي
يشق جيوب الورد في شجراتها نسيم متى ينظر الى الماء يبردِ " .
ارحابا بلدة ثلاثية الابعاد ؛ بعدها الجغرافي عجلوني الجبال فهي ذات السلاسل والتلال والغابات في الامتداد الطبيعي ، وبعدها البشري يرتوي من كورة ابي سعيد فالجذور من تبنا ذات العلالي وكفر الماء ، وبعدها الاداري ينتظم في عقد المزار الشمالي .
ارحابا في اللغة من الرحاب : الواسع ، الرحبة : الارض الواسعة ، رحبة من الوادي : مسيل مائه من جانبيه فيه ، رحاب الفضاء : رقعته المترامية الاطراف ، فارحابا كأسمها من اي الابواب طرقتها خلتها تقول لك والمحيا مبتهج على الرحب والسعة :
" وحاملة راحا على راحة اليدِ موردة تسعى بلون موردِ
على ياسمين كاللجين ونرجس كاقراط در في قضيب زبرجدِ " .
الريان اول مسيله من بطاح ارحابا وشعابها ، ووادي الشريعة يلف خصر المكان ، وهرقل لا زال بريق كنوزه يعانق هرقله، وجمال الطبيعة الاخاذ يغازل سحر العيون :
" واعيذ مهتز على صحن خده غلائل من صبغ الحياء رقاق
احاطت عيون العاشقين بخصره فهن له دون النطاق نطاق " .
ولا زال مزمار الطبيعة يغني في رحاب ارحابا " بأبي احور غنى موهنا بغناء قصّرَ الليل الطويل " .