فقدت الكويت يوم الخميس أحد رموزها البارزين برحيل صلاح الهاشم، المحامي والكاتب الصحافي المعروف، بعد مسيرة امتدت لعقود من العطاء المخلص في الساحتين القانونية والإعلامية. وقد شكّل رحيل صلاح الهاشم صدمة للوسطين القانوني والثقافي، لما كان يمثله من تأثير ومكانة بين زملائه وقرّائه.
لم يكن الهاشم مجرد رجل قانون، بل كان صوتًا حاضرًا بقوة في قضايا الرأي العام، وناشطًا فكريًا لا يغيب عن منصات النقاش، سواء عبر مقالاته أو عبر ظهوره الإعلامي.
سيرة حافلة بالعطاء والتأثير
امتدت مسيرة الراحل لعقود من العمل القانوني والصحافي، حيث عُرف بدفاعه عن القضايا الإنسانية والمجتمعية، وبتحليلاته الجريئة في الشأن العام الكويتي والخليجي. وقد اتسم أسلوبه بالوضوح والجرأة والالتزام المهني، ما جعل اسمه يتردد في أروقة المحاكم وصفحات الجرائد على حد سواء.
ويُعد رحيل صلاح الهاشم خسارة حقيقية، خصوصًا في ظل تراجع الأصوات المستقلة والمؤثرة في المشهد العام، كما وصفه عدد من زملائه.
من أسرة عريقة في الإعلام والسياسة
ينتمي الفقيد إلى عائلة معروفة في الكويت، حيث هو شقيق الكاتب الصحافي المعروف فؤاد الهاشم، والنائبة السابقة في مجلس الأمة الكويتي صفاء الهاشم. وقد جمعتهما جميعًا روح التفاعل السياسي والفكري، والقدرة على ترك أثر واضح في الرأي العام الكويتي.
وقد نعاه عدد كبير من المثقفين والسياسيين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، مؤكدين أن رحيل صلاح الهاشم ترك فراغًا كبيرًا لا يُعوّض بسهولة.
وداع أخير برسالة مؤثرة
قبل ساعات من وفاته، كتب الراحل تغريدة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) أثارت تعاطف المتابعين، حيث جاء فيها:
"باقي يوم واحد على دخول شهر أغسطس. اللهم ادخله علينا سهلاً، وأخرجه منا عجلاً، وارحمنا وكل العالم مما سيحدث فيه. اللهم آمين."
وقد اعتبر كثيرون هذه الكلمات بمثابة وداع غير مباشر، جسدت عمق إيمانه وإحساسه العميق بالزمن والمصير، ليكون هذا الدعاء آخر ما كتبه قبل رحيل صلاح الهاشم.
نشاط مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي
اشتهر الهاشم بتفاعله النشط على منصات التواصل الاجتماعي، وكان دائمًا يعبر عن آرائه في القضايا المحلية والعربية دون تردد، ما أكسبه احترامًا كبيرًا من فئات مختلفة داخل المجتمع الكويتي وخارجه.
وتميّز أسلوبه بالتوازن بين السخرية الذكية والتحليل العميق، ما جعله من الأصوات البارزة التي تتابَع على نطاق واسع. وقد أكد عدد من النشطاء أن رحيل صلاح الهاشم سيفتقده الفضاء الإلكتروني كما افتقدته القاعات القانونية وصفحات الصحف.
الكويت تودّع أحد أبرز أبنائها
برحيل هذا الاسم الكبير، تُطوى صفحة من صفحات الإبداع القانوني والإعلامي في الكويت. لكن بصماته ستظل حاضرة في الذاكرة الجمعية، وفي أرشيف المقالات والمرافعات التي عبّر من خلالها عن ضمير وطنه ومجتمعه.
لقد كان رحيل صلاح الهاشم بمثابة جرس تنبيه لأهمية الكلمة الحرة والموقف الجريء، في زمن تتعدد فيه الأصوات ولكن تقل فيه القامات. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.