في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتُفتح فيه الأبواب لكل أنواع التأثير، لم يعد الخطر يطرق الأبواب بل دخلها دون استئذان، مستهدفًا أهم ما نملكه: عقول شبابنا.
سؤالٌ بسيط طرحته على أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي "ChatGPT": كيف يمكن تدمير فكر جيل الشباب الحالي والقادم؟ فجاءتني الإجابة مفاجئة في وضوحها وخطورتها، كأنها تكشف خطة ممنهجة تُنفذ حولنا بصمت.
بوصفـي خريجة علم الاجتماع / علم الانحراف والجريمة، وناشطة في تقديم ورشات توعوية للشباب حول هذه القضايا، شعرت أن هذه الإجابة ليست مجرد سيناريو افتراضي، بل واقع نراه كل يوم.
إن تدمير وعي الشباب لا يتم عبر الحروب أو السلاح، بل بأساليب ناعمة وخفية، تبدأ بـ:
تشويه القيم، وتزييف مفاهيم الخير والشر.
الإدمان على وسائل التواصل والمخدرات، وما تخلّفه من ضياع للوقت وتدمير للطاقات.
التشويش المعلوماتي، الذي يضعف القدرة على التمييز بين الحقيقة والكذب.
تفكيك الأسرة، وتحجيم دورها في تربية وتوجيه الأبناء.
تلميع القدوات السطحية، وإبراز شخصيات بلا مضمون كمراجع للشباب.
هذه المؤشرات ليست إشارات إنذار فحسب، بل صرخات تطالبنا بالتحرك.
فإذا كان وعي الشباب هو مرآة الغد، فإن حمايته مسؤوليتنا جميعًا. علينا أن نغرس فيهم التفكير النقدي، ونرسّخ القيم، ونوجّههم لاختيار قدوات حقيقية ملهمة.
لا بد من طرح ثلاث أسئلة على أنفسنا كمجتمع:
1. هل ننتظر أن يأتي التغيير من الخارج، أم نكون نحن صُنّاعه؟
2. هل نسمح بسرقة عقول شبابنا، أم نحرسها كأمانة للأجيال؟
3. وهل نرضى أن نكون متفرجين، أم ننهض جميعًا لحماية العقل والقيم والهوية؟
الجواب في أيدينا، والفرصة لا تزال قائمة لنصنع الوعي... قبل أن يُصنع الضياع.