اليوم التقيت باحدى صديقاتي ولاحظت انها فقدت شغفها وحبها للعمل بسبب بعض التحديات وسوء معاملة المدير . اخبرتها ان لا شي صعب على الله ؟ اعملي على الجانب الذي فقدتي شغفك فية و اطلبي من الله المدد و التوفيق وكوني على يقين بالإجابة ..
وعندها بدأت بالكتابة " لا يترك الموظفون وظائفهم بل يتركون مديريهم " وأول ما قفـز إلى ذهني فـورا قصة شهيرة بعنوان " عندما ترقيت إلى منصب مدير " والتي تدور أحداثها حول موظف من ضمن الموظفين نشيط جداً ، وناجح في عمله ، وكان يقوم بكل ما يطلب منه بذكاء وسرعة ودقةٍ، كما أنه يحقق نسبةَ إنجازٍ عاليةً ، ذاتَ مرة تقدم الشاب بإجازة ليسافر مع أصدقائهِ في رحلة .. لكن المدير رفضها!!!! فما كان منه إلا أن تقدَّم بإجازةٍ مرضيةٍ ، واتصل مدعياً المرض معتذراً عن الحضور ...
ولأن المدير يعرف أنه ليس مريضاً ذهب صباحاً إلى بيته وانتظر هذا الشاب باكراً ثم قابله وهو يحمل عدّة الرحلات .. !!كاد الموظف يذوبُ خجلاً ، ووجههُ يتقلّب بين الخجلِ والحرج ...تفاخر المدير للموظف نه لم يكن قادراً على خِداعه ، وأنه ليس بتلك السذاجة التي يظنُّها ..وبرهن له أنه كاذب ، وخصم عنه أجرَ اليوم مضاعفاً ..
لكن ماذا حصل بعد ذلك ؟!!!!! بعد أيامٍ ، تقدَّم الشابُّ باستقالته ...!!!
من جهه ، خسر المدير جُهده ونسبةَ الإنجاز العالية التي كان بعمل بها قائلا: ما الذي استقدته من ذلك ؟ يومها ، اكتشفت أنَّ بعض ما نخسره في حياتنا ، يكون بسبب التضييق على الآخرين ، وإغلاق منافذ الهروب ، مما يجعل الطرف الآخر أمام خيارين:
إما أن يهربَ مِنك وتَخسر جهده ..أو يتخذك عدواً ، فيكيدُ لك ، ويدعو عليك وسيتراجع نشاطه كنوع من الدفاع عن النفس .. واعتقد وفي كلا الحالتين تكونُ خاسراً. التجمّل و التغافل هو ورقة التوت التي تسترنا وتحمينا.. ليس الغافل بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغافل ولا يُشترط أن تفوزَ بكل المعاركِ فبعضُ الفوزِ هزيمة.
كثيراً ما نواجه لحظات نشعر فيها بالإرهاق والتعب، وفقدان الدافع للقيام بأي شيء، قد يكون السبب في ذلك هو التحديات المستمرة، أو الإحباطات المتتالية، في هذه اللحظات، يشعر المرء بأن طاقته قد استنزفت، ويصبح من الصعب عليه أن يجد الدافع للاستمرار في السعي نحو أهدافه وأحلامه. فمن أكثر الصفات التي تُثير استياء الموظف هو المدير الذي لا يهتم إطلاقا بقيام الموظف ببذل المزيد من الجهد في العمل، وربما لا يعتبر أصلا أنه قد بذل جهدا إضافيا. الموظف الذي يبذل المزيد من الجهد، يتوقع المزيد من الاهتمام والثناء والتقدير من المدير، ويصاب بخيبة أمل هائلة عندما يجد أن المدير لم يلاحظ أصلا أنه قام بأي مجهود إضافي، خصوصا إذا كان هذا السلوك مستمرا من قِبل المدير وليس لحظة سهو. كما ان عدم اهتمام المدير بمنح الموظف أي دعم أو تحفيز لأنه أساسا لا يعتبر أنه يقوم بعمـل يستحق الدعم مقابل إنجازاته أو جهده الزائد، بالإضافة الى محاربته في رزقه ومنع الحوافز عنه ومن السلوكيات التي تُثير استياء الموظفين فهي القرارات الخاطئة للمدير في الاهتمام بـ "الأشخاص الخطأ" حيث يقوم المدير بمكافأة موظف لا يعمل بشكل كافٍ مقابل موظفين يعملون بجهد كبير، أو يقوم المدير بتكريم شخص ناقص الكفاءة بشكل ملحوظ، ويترك ذوي الكفاءة بدون شكر، مما يجعل الموظفين يشعرون بعدم الثقة والاستياء والشك في قرارات المدير بشكل عام.
القيادة ليست مجرد إدارة، بل هي إلهام وتحفيز! القائد الحقيقي يدرك أن نجاحه لا يعتمد على مجهود فردي، بل على فريق قوي يشعر بالتقدير والانتماء. عندما يشعر أعضاء الفريق أن مساهماتهم معترف بها وأن جهودهم تُحدث فرقًا، فإنهم يبذلون أقصى ما لديهم. القائد الباني هو الذي يجعل الموظف يشعر بأنه من أصحاب الفضل في النجاح والتميز.. فلنكن قادة نعترف بجهود الاخرين، ونتعاون لبناء بيئة تحفّز على الإبداع والتعاون. فـ أهم أساسيات النجاح تصميم بيئة عمل سليمة .
أحيانا نتسرع في الحكم على الأمور قبل أن نرى وجهها الصحيح فلا تحرق مراكبك أبداً فقد تحتاجها قريباً ..