في لحظةٍ خاطفة، وبدون سابق إنذار، انقلبت حياة أسرة الشاب حمزة محمود جادوري رأسًا على عقب.. شابٌ في ريعان العمر، لم يُكمل عامه الثامن والعشرين بعد، كان يملأ البيت ضحكًا وحركةً وأملًا، فإذا به يسقط فجأةً، ويتشبث بالحياة من على سرير في أحد المستشفيات، بعد إصابته بجلطة مفاجئة في القلب.
أوجعت القلوب صورته وهو طريح الفراش الأبيض.. وجهه المُنهك، وصدره المتصل بجهاز، وعيناه المغلقتان كأنها تقول: "لا تفلتوا يدي من دعائكم، فإن الحياة ما زالت تنبض بداخلي وإن خذلتني عضلة القلب."
حمزة، ذلك الشاب الطيب، الخلوق، الذي لم يعرف الحقد طريقًا إلى قلبه، كان حلمه أن يُكمل بناء مستقبله، أن يفرح قلب والدته التي طالما دعت له، أن يرفع رأس والده يومًا بشهادته وسعيه واجتهاده.. لكن الآن، أحلامه مُعلّقة على أنبوب أكسجين، وروحه تصارع في صمت، فيما أمه تمسك بمسبحتها ليلًا ونهارًا، تردد: "يا رب، لا تذقني طعم فراقه، يا رب، لا تأخذ أمانتي قبل أوانها."
في غرفته، لا يُسمع سوى صوت الأجهزة الطبية، ونبض ضعيف يُقاوم، وصدى دعاء لا ينقطع:
لا أحد مستعد لتصديق ما حدث.. كيف لإنسانٍ في كامل صحته، نشيط، مُفعم بالحياة، أن يسقط في لحظة؟ كيف للفرح أن يُغادر بيوتًا كانت لا تعرف إلا الأمل؟
هي قسوة القدر حين تباغت الأجساد الفتية، لكنّ الرجاء بالله لا يخبو، وأبواب الرحمة لا تُغلق.
نُناشد كلّ من قرأ هذه السطور، وكلّ من عرف حمزة أو لم يعرفه، أن يخصّه بدعوةٍ صادقةٍ من القلب.. فإنّ الدعاء يُغيّر الأقدار، ويُعيد الحياة لمن تعلق أملهم بالله وحده.
اللهم إنّا نستودعك شابًا في مقتبل العمر، فاجعل له من كلّ همٍّ فرجًا، ومن كلّ ضيقٍ مخرجًا، وامنحه العافية التامة عاجلًا غير آجل، إنك على كل شيء قدير.
"اللهم لا تردّ لأمٍ دعاءً، ولا تُحزن قلب والدٍ يرجو الشفاء لابنه، ولا تُخيب رجاء من أحبّ حمزة.. فالرحمة بيدك، والشفاء عندك، والأمل لا يموت ما دام القلب يلهج باسمك."