في المشهد العام، هناك من لا يحتاج إلى صخبٍ ليُحدث فرقًا. يكفي أن تتابع خطواته لتفهم أن العمل الصامت أبلغ من كل الخطب.
حين نادت الدولة بتحديث سياسي حقيقي، لم يقتصر الأمر على إعادة إنتاج القوانين، بل على بناء ثقافة جديدة... ثقافة المسؤولية، والاحترام، والانضباط الوطني.
من رسم هذه الملامح كان يعرف أن التحول لا يصنعه الخطاب المرتجل، بل القيم التي تُكتب في مدونات السلوك وتُمارس على أرض الواقع، لا لمجرد التجميل، بل لترسيخ مفهوم رجل الدولة الذي يرى المستقبل قبل أن يداهمه.
هي إشارات لا تقال، لكنها تُفهم، حين يكون هناك من آمن بالدولة أكثر مما آمن بالمكاسب، وبالإصلاح أكثر من الإعجاب.