يُسطع اسم العميد الطبيب فاتن نوري عبدالحليم العوايشة كأحد النماذج الرفيعة في الخدمات الطبية الملكية، حيث جمعت بين الكفاءة الطبية، والحكمة القيادية، والخلق الرفيع، لتصبح نموذجًا يُحتذى به في الطب العسكري الأردني.
تشغل العميد العوايشة حاليًا منصب مساعد فني لمدير مستشفى الملكة رانيا العبدالله، وهي مستشار أول في طب الأطفال والخداج (حديثي الولادة)، ورئيس اختصاص الخداج في مديرية الخدمات الطبية الملكية الأردنية، كما تُعد مدرب مدربين إقليميًا معتمدًا من جمعية القلب الأمريكية في برنامج إنعاش حديثي الولادة (NRP).
جذور أصيلة ومسيرة مشرّفة
نشأت العميد العوايشة في بيئة أردنية أصيلة غُرست فيها القيم الوطنية والنخوة والانتماء، وتعود في أصلها إلى عشيرة العوايشة المعروفة بتاريخها المشرف وإسهاماتها الوطنية في شتى الميادين. عشيرة لا يقتصر حضورها على البعد الاجتماعي، بل تشكّل ركنًا أساسيًا من بنيان الوحدة الوطنية بما عُرفت به من رجاحة العقل وحكمة الرأي.
ومنذ انخراطها في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وتحديدًا في الخدمات الطبية الملكية، عُرفت العميد العوايشة بإخلاصها المهني وسعيها المستمر نحو الارتقاء بالقطاع الطبي، سواء في مجالات الإدارة أو الاختصاص.
إنجازات طبية نوعية
برزت جهود العميد العوايشة في قيادة عدد من الإنجازات الطبية النوعية، منها:
تطبيق تقنية غاز أحادي أكسيد النيتروجين لعلاج صعوبات التنفس لدى حديثي الولادة في أقسام الخداج، وهو إنجاز طبي يسجل باسم الخدمات الطبية الملكية ورئيسة الاختصاص والفريق الطبي المشارك.
الإشراف على حالة نادرة من الاستسقاء المناعي (Immune hydrops fetalis)، حيث تمت متابعة الحالة قبل الولادة بنقل دم داخل الرحم، واستكمال العلاج بعد الولادة دون الحاجة لاستبدال الدم، على خلاف ما حدث مع شقيق الطفل في ولادة سابقة.
حصول المركز التعليمي للإسعاف والطوارئ على شهادة الاعتمادية كمركز معتمد لدورات إنعاش حديثي الولادة (NRP) على مستوى المملكة، وذلك بعد اجتياز العميد العوايشة متطلبات البرنامج وحصولها على اعتماد مدرب مراقب معتمد من الولايات المتحدة الأمريكية.
أم ومربية وقامة أكاديمية
إلى جانب مسيرتها المهنية، تُعد العميد العوايشة مثالًا للأم المربية، حيث أنجبت الأطباء: عبدالرحمن، عبدالله، وبتول. كما لا يغيب عن الذكر زوجها الأستاذ الدكتور محمود العوايشة، أحد أعلام كلية الطب في جامعة مؤتة، المعروف بعلمه وخلقه الرفيع.
صوت الإنجاز لا ضجيج الإعلام
زملاؤها ومرؤوسوها والمرضى يشهدون لها بتواضع العالم، وحزم القائد، وإنسانية الطبيب. تعمل بصمت، وتترك أثرًا لا يُنسى في كل موقع تحل فيه. استثمرت في الإنسان إيمانًا منها بأن الطبيب العسكري هو بلسم الوطن ودرعه.
الحديث عن العميد الطبيب فاتن نوري العوايشة لا يُختزل في سطور، بل هو توثيق لمسيرة مشرقة وعطاء متواصل. هي اليوم من الأعمدة الراسخة في الطب العسكري الأردني، ورمز من رموز الإخلاص والولاء للوطن والقيادة الهاشمية.
إنها قامة وطنية نعتز بها، ونقف لها احترامًا وتقديرًا، لكل ما قدمته وتقدمه في ميادين الطب، والإدارة، والعطاء الإنساني.