وجّه رئيس جمعية شفا بدران الخيرية، المهندس إبراهيم عودة الحجاج، رسالة مؤثرة إلى أهالي وعشائر شفا بدران، دعاهم فيها إلى الوقوف صفًا واحدًا للحفاظ على مبنى الجمعية الذي شكّل منذ تأسيسه قبل أكثر من 65 عامًا معلمًا اجتماعيًا وتاريخيًا ورمزًا للتكافل والعطاء في المنطقة.
وأكد الحجاج في رسالته أن مبنى الجمعية، الذي بُني بجهود الأجداد وتبرعاتهم في ظروف مادية صعبة، لم يكن مجرد بناء من الحجارة، بل هو شاهد حي على تضحيات أجيال متعاقبة زرعت في الأرض قيم العلم والنخوة والمروءة، وقال:
"إن هذا المكان حمل أحلام الآباء، وسقى أبناءنا من حاووز الماء الذي كان يُملأ بوساطة التراكتور، وجمع فيه المخاتير التعريفات من كل رجل في العشيرة، وشارك فيه المعلمون الطلاب بتكسير الحجارة لتجهيزه".
وأشار الحجاج إلى أن الإدارات المتعاقبة للجمعية حافظت على هذا الإرث، وحوّلت المبنى إلى مركز إنساني يحتضن الأيتام والأرامل والمحتاجين، ويقدّم العون للأشقاء من العراق وسوريا والسودان، وأهل غزة الصامدين، مؤكدًا أن المبنى يستحق أن يُحفظ لا أن يُهدم.
وأعرب الحجاج عن استغرابه من الدعوات لإخلاء المبنى تمهيدًا لهدمه، معتبرًا أن المكان أولى بأن يتحول إلى مشروع استثماري يعود ريعه لصالح الفئات الأقل حظًا من أبناء المنطقة، قائلًا:
"من حق الأرامل والأيتام أن يستظلوا بهذا المكان بدلًا من الوقوف على أبواب الغرباء".
وختم رئيس الجمعية رسالته بدعوة صادقة لأهالي شفا بدران للوقوف مع جمعيتهم، ودعم استمرارها في أداء رسالتها الخيرية والإنسانية، مؤكدًا أن الواجب اليوم يحتم حماية هذا الصرح من الزوال.