قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله توفيق كنعان، إن فلسطين والقدس ارتبطتا تاريخيا بالقيادة الهاشمية التي جعلت منهما بوصلة دائمة لجهودها ومواقفها الراسخة المطالبة بحريتهما وحماية مقدساتهما الإسلامية والمسيحية استنادا إلى الرباط الديني والتاريخي والمصيري الممتد منذ حادثة الإسراء والمعراج وما تلاها من العهدة العمرية التي أرست أسس حرية الاعتقاد والعبادة في المدينة المقدسة، وصولا إلى مواصلة الإعمار والرعاية الهاشمية للمقدسات على مر العصور.
وأكد في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن ذكرى استشهاد المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين التي تصادف اليوم السبت 20 تموز، تعيد إلى الذاكرة الوطنية والعربية تضحيات جلالته وجهوده في الدفاع عن القدس وفلسطين، حيث استشهد عام 1951 على عتبات الأقصى المبارك في بقعة أحبها وحرص على زيارتها وتفقد أهلها باستمرار.
وبين أن جلالة الملك المؤسس عبر في مذكراته عن عمق انتمائه للقدس، إذ قال: "احتفاظي بإسلامية القدس وعروبتها هو عزائي الوحيد عن كل ما أصابني من ظلم في حياتي"، كما نشر جلالته في عام 1947 مقالة في مجلة أميركية بعنوان "كيف يرى العرب اليهود"، شرح فيها تاريخ القضية الفلسطينية والظلم الواقع على أهلها، مطالبا بإنصاف العرب ورد حقوقهم وهي المقالة التي أشار إليها سمو الأمير الحسن بن طلال في مقالة له كتبها بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين لاستشهاد جده، منوها بقول الملك الشهيد عن القدس " وأود أن أبين هنا أن القدس هي أقدس الأماكن بعد مكة والمدينة المنورة في الإسلام".
وأوضح كنعان، أن هذه المكانة الدينية والروحية للقدس انعكست في مواقف الملك المؤسس وبطولاته، لاسيما خلال حرب عام 1948، حيث رفض جلالته تدويل القدس، مؤكدا تمسكه بعروبتها واستقلالها تحت سيادة أهلها، واستمر في رعاية وإعمار مقدساتها الإسلامية والمسيحية، على نهج والده الشريف الحسين بن علي الذي أشرف بنفسه على أعمال الإعمار.
وأشار إلى أن الملك عبد الله الأول شارك شخصيا في إخماد الحريق الذي شب في كنيسة القيامة عام 1949، ما يجسد حرص القيادة الهاشمية على حماية مقدسات القدس بجميع أطيافها.
وأكد أن هذا النهج توج بوحدة الضفتين عام 1950، ما ساهم في الحفاظ على الضفة الغربية بما فيها القدس لعقود ومنع وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى عام 1967، مشيرا إلى أن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس ما تزال قائمة حتى اليوم ومستمرة من خلال جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي يواصل الدفاع عن المقدسات وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإغاثي للشعب الفلسطيني، خصوصا في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال كنعان، إن اللجنة الملكية لشؤون القدس في الذكرى الرابعة والسبعين لاستشهاد الملك المؤسس، تستذكر مواقف جلالته القومية والوطنية والدولية ومسيرته الحافلة بالعطاء والبذل في بناء الأردن الحديث، موضحا أن تضحياته في سبيل الدفاع عن فلسطين والقدس ما تزال خالدة في الذاكرة ومعروفة للقاصي والداني.
وأكد أن سيرة الملك الشهيد عبد الله الأول ستبقى نبراسا هاشميا تقتدي به القيادة الهاشمية التي جعلت من فلسطين والقدس أمانة لا تسقط وراية لا تطوى ورسالة مستمرة تطالب العالم والمنظمات الدولية بإنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني، مشددا على أن الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه سيبقى الداعم الثابت لفلسطين والقدس مهما عظمت التحديات وبلغت التضحيات.