حقيقة مؤلمة تحزننا نحن الأباء كثيراً هي أننا بإرادتنا أو بالأحرى (رغماً عنّا) نستدين او نحرم أنفسنا كي نقيم الحفلات والبهرجات لأبناءنا الذين تخرجوا من الجامعات أو الكليات فرحة ً منّا لهم أو لزاماً علينا بعمل ذلك مثل (غيرنا من الناس)!!! على الرغم من التكاليف الكبيرة التي ستترتب علينا موقنين تماماً بأننا وأبنائنا سيفرحون فقط ليوم الحفلة او اليوم الذي يليه ولكن أبنائنا بعدها سيصحو ن على صدمة كبييرة فهم سيجلسون طويلاً بانتظار الوظيفة التي لن تأتي ابداً.
نعم إننا نفرح، ونُصفّق عندما نراهم يلبسون الأرواب، ونلتقط معهم الصور، ونُهدي لهم الزهور…ولكنّ ما لا يظهر في هذه الصور هو المرارة التي في قلوبنا والواقع الذي ينتظرهم خلف الأبواب ، فبعد التصفيق سيكون هناك صمتٌ طويل…وبعد البهجة انتظارٌ مُرهق لوظيفةٍ قد لا تأتي…. حيث تبدأ رحلة البحث لا عن الذات، بل عن فرصة أو عن واسطة كي يُخرِج هذا الخريج من طابور الانتظار …وما يحزن في الأمر، أننا نعلّق أحلامنا على شهاداتٍ لا تضمن شيئًا في هذا الواقع الموجوع حيث تشير الارقام لدينا في الأردن لعام 2025 أن عدد طالبين الوظائف في ديوان الخدمة المدنية 465 الف، وأن نسبة البطالة بين خريجين الجامعات لعام 2024 هو 25%.
إن الفرح جميل، نعم…ولكن الأصعب هو ما بعد الفرح، ويبقى السؤال.. وماذا بعد؟؟؟
عموماً الف مبروك لجميع الخريجين ممن أدخلوا الفرحة على قلوبنا ولو لساعات قليلة.