في عالم يزدحم بالقصص والأحلام، تبرز أحيانًا قصص تلمس القلوب وتوجع الأرواح، قصة شابٍ حاول أن يقاوم، لكنه استسلم للمرض الخبيث الذي لم يرحم عمره ولا أحلامه.
طلال محمد غالب علي الطيب، رجلٌ في ربيع العمر، وُلد عام 1977، كان يعمل في السعودية مديرًا ماليًا، يعيش حياته بين العمل والمسؤولية، وأسرته الصغيرة التي كان لها كل الحب والاهتمام. زوجٌ محب وأب لفتاة واحدة هي زهرة حياته، والتي لم يكن يتمنى لها سوى حياة سعيدة ومستقرة.
قبل عامين، سقط طلال في قبضة مرضٍ خبيث؛ سرطان الدم. رحلة العلاج بدأت بين الأردن والسعودية، يتنقل من مستشفى الحسين للسرطان حيث كان يقضي أسبوعين يتلقى العلاج ثم يعود إلى عمله في السعودية، محاولة أن تمسك بزمام حياته المشتتة بين الألم والأمل.
لكن الألم كان أكبر من أن يحتمل، وخلال الأسبوعين الماضيين، دخل في غيبوبة عميقة، تلك الغيبوبة التي أخذت معه آخر أنفاسه وودع الحياة بهدوء وألم. 48 عامًا فقط كان عمره، حمل في قلبه آلام المرض وصراعاته اليومية، لكنه ظل صامدًا رغم كل شيء.
رحلة طلال هي قصة آلاف المرضى الذين يقاتلون في صمت، قصة عائلة تحبس أنفاسها مع كل نبضة قلب، قصة عذاب طويل يتجلى في كل لحظة انتظار.
رحمك الله يا طلال، وأسكنك فسيح جناته، وترحم عليك بنتك وزوجتك وكل من أحبك، فقد تركت خلفك قلبًا موجوعًا وأحلامًا لم تكتمل.