تمرّ الذكرى السنوية لرحيل الرجل الخلوق خالد حسن الطيب، تاركًا خلفه سيرةً عطرة ومواقف نبيلة لا تزال حيّة في قلوب من عرفوه، وعند كل من نهل من حكمته وكلمته الصادقة.
لم يكن خالد مجرد اسم، بل كان عنوانًا للرجولة والمروءة، ورمزًا للصدق والإخلاص. رجلٌ لم يكن يسعى إلى الأضواء، بل كانت هي من تتبعه حيثما حلّ، لما يحمله من نقاء السريرة وصفاء القلب، وحرص دائم على قول الحق ومساندة الضعيف.
عُرف عن الفقيد طيب المعشر، وسعة الصدر، واحترامه للجميع دون استثناء. لم تفرق عنده الألقاب أو المناصب، فقد كان يرى في كل إنسان جوهره قبل مظهره. وكانت له إسهامات بارزة في خدمة الناس، خصوصًا عند الطيبين والبسطاء، حيث كان صاحب اليد البيضاء والمواقف التي تُروى بفخر.
وفي هذا اليوم، لا تبكيه العيون فقط، بل تبكيه القلوب التي اعتادت وجوده وكلماته التي كانت تبني ولا تهدم، تصلح ولا تفرق، تعين ولا تخذل.
رحم الله خالد حسن الطيب، وجعل مثواه الجنة، وجعل ذكراه نبراسًا لنا في زمنٍ قلّ فيه الرجال أمثاله.