في مشهد يختزل معاني الأخوّة العربية، والقيادة الحكيمة، والنبل الإنساني، وجّه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، أوامر سامية بمشاركة سلاح الجو الملكي الأردني في جهود إخماد الحرائق المشتعلة داخل الأراضي السورية الشقيقة، تأكيدًا على دور المملكة الأخويّ والإنساني، والتزامها التاريخي تجاه قضايا الأمة، رغم التحديات الداخلية والإقليمية.
إنّ هذه المبادرة الهاشمية ليست بجديدة على قائدٍ ما فتئ يمدّ يده بالخير لكل جارٍ وصديق، ويضع الكرامة الإنسانية في صميم توجيهاته، ويرسّخ مكانة الأردن كقلبٍ نابض بالرحمة والمسؤولية.
عقيدة إنسانية راسخة
لقد عبّر جلالة الملك، بهذا التوجيه، عن البعد الحقيقي للقيادة الهاشمية: نصرة الإنسان، ونجدة الملهوف، وتغليب القيم الأخلاقية فوق كل اعتبار. فسوريا، الجارة والشقيقة، لم تكن يومًا غريبة على وجدان الأردن، وكانت دومًا حاضرة في مواقف الملك، من منابر السياسة إلى ميادين الإغاثة.
إن إخماد النيران في جبال سوريا اليوم، هو امتدادٌ رمزيّ لإخماد نيران الانقسام والبغضاء في المنطقة، والتي طالما دعا جلالته إلى إطفائها بالحكمة والحوار.
سلاح الجو... فخرٌ يُحلق بالواجب
وقد لبّت أسراب سلاح الجو الملكي الأردني النداء فورًا، لتقوم بطلعات جوية ميدانية ساهمت في محاصرة النيران والحد من امتدادها، وسط إشادة من المجتمع الدولي، ومنظمات الإغاثة، والشارع العربي الذي يرى في الأردن "الجار الأصيل".
هذا الدور ليس مجرد استجابة ظرفية، بل هو تجسيد لنهج مؤسسي رسخه جلالته في عقيدة الجيش الأردني: أن يكون فارسًا للسلام، لا سيفًا للنزاع، وأن يحمل أجنحة الرحمة قبل أن يحمل أدوات القتال.
رسالة للعالم... الأردن لا ينسى ولا يتأخر
بهذا القرار، يوجّه الملك رسالة بليغة للعالم مفادها: أن الكرامة الإنسانية لا تتجزأ، وأن الأردن، رغم محدودية موارده، يظل غنيًا بقيادته، وقيمه، ومواقفه الثابتة. فمنذ عشرات السنين، فتح الأردن أبوابه لأشقاء سوريا في المحن، وها هو اليوم يفتح أجواءه مجددًا ليُطفئ نيرانهم، كما يُطفئ الحقد بالكلمة، والفتنة بالعقل، واليأس بالأمل.
ليست هذه الحادثة إلا واحدة من محطات مضيئة في سجلّ جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، قائدًا عربيًا استثنائيًا يجمع بين الشجاعة والرحمة، وبين الانتماء للأمة والالتزام بالإنسان.
حفظ الله الأردن، وأدام الله جلالته ذخرًا لوطنه وأمته.