ودّعت الموقر ورجالات الوطن في الرابع والعشرين من أيار عام 2003، أحد أعمدة الجيش العربي الأردني، العميد الركن المتقاعد راكان مشاش الخريشا الصخري، الذي ترجل عن صهوة العطاء بعد مسيرة زاخرة بالتضحيات في سبيل الوطن والقيادة الهاشمية.
ولد فقيد الوطن عام 1937 في بلدة الموقر، والتحق بالقوات المسلحة الأردنية عام 1952 تلميذًا مرشحًا، حيث بدأ مشواره العسكري الطويل الذي تدرّج فيه إلى أن وصل إلى رتبة عميد ركن، وخلال خدمته نال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية من العاصمة السعودية الرياض.
تميّز الفقيد بالانضباط والكفاءة والولاء، وكان من أبرز القادة العسكريين الذين شاركوا في معركة الكرامة المجيدة، وحرب الأيام الستة التي أُصيب خلالها بجراح بالغة استدعت إدخاله إلى المستشفى الإيطالي، حيث قضى فيه خمسة عشر يومًا، وكان حينها في عداد المفقودين.
كما شارك في أحداث أيلول وأظهر خلالها ثباتًا والتزامًا عاليًا، وتقلد العديد من المناصب القيادية أبرزها:
قائد منطقة عمّان
مؤسس كتيبة الأمير حسن
مدير أركان لواء اليرموك لمدة ثلاث سنوات
ونظرًا لإخلاصه وتفانيه، منح عدة أوسمة رفيعة تقديرًا لخدماته الجليلة، منها:
وسام الاستقلال من الدرجة الأولى
وسام معركة الكرامة
وسام الاستحقاق العسكري
وسام النهضة من جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه
لم يكن العميد راكان الخريشا قائداً عسكرياً فحسب، بل كان رجل إصلاح مشهودًا له بين عشائر المملكة، صاحب رأي مسموع وكلمة حق، سعى دائمًا لتهدئة النفوس ورأب الصدع، وكان محبوبًا من الجميع.
رحم الله العميد الركن راكان مشاش الخريشا، الذي أخلص للوطن والسلاح والعقيدة، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.