في لحظات المحنة والشدائد، تظهر معادن الشعوب وقياداتها، وهذا ما جسّده الأردن ملكًا وشعبًا حينما هبّ لنجدة الأشقاء في سوريا لمساعدتهم في مواجهة كارثة الحرائق التي اجتاحت مساحات واسعة من الغابات والمناطق السكنية، مخلّفة أضرارًا بيئية وبشرية جسيمة.
أثبت الدفاع المدني الأردني مجددًا أنه ليس فقط جهازًا لخدمة الوطن، بل أيضًا ذراع إنساني يمتد إلى خارج الحدود، حيث شاركت فرق الدفاع المدني المتخصصة في عمليات إطفاء الحرائق في سوريا، بناءً على التوجيهات الملكية السامية. وقد تم إرسال كوادر مدربة ومجهزة بأحدث التقنيات والمعدات المتخصصة في مكافحة النيران، لا سيما في المناطق الجبلية الوعرة التي يصعب الوصول إليها. وكان للسرعة في الاستجابة والتنسيق مع الجهات السورية أثر بالغ في الحد من انتشار الحرائق وإنقاذ الأرواح والممتلكات.
منذ بداية الأزمة، كان لجلالة الملك عبد الله الثاني موقف مشرّف يعكس أصالة القيادة الهاشمية، حيث أكد مرارًا على وقوف الأردن إلى جانب سوريا وشعبها، انطلاقًا من الروابط الأخوية والتاريخية بين الشعبين الشقيقين. لقد جاء توجيه جلالة الملك بإرسال فرق الدفاع المدني والطائرات المروحية المختصة ترجمة حقيقية لقيم النخوة والإنسانية التي طالما ميزت السياسة الأردنية في التعامل مع الأزمات الإقليمية.
ما قدمه الدفاع المدني الأردني في سوريا ليس مجرد تدخل تقني، بل رسالة إنسانية عميقة تؤكد أن الأردن سيبقى بلد النخوة، لا يتأخر عن نجدة الأشقاء في الملمات. وإن هذه المشاركة تجسد قيم التآخي والتضامن العربي الذي يدعو إليه جلالة الملك دائمًا، في كل المحافل والميادين.
نسأل الله تعالى أن يحفظ الأردن العزيز من كل شر ومكروه، وأن يديم عليه نعمة الأمن والاستقرار. كما نسأله أن يبارك في عمر جلالة الملك عبد الله الثاني، ويجزيه خير الجزاء على مواقفه النبيلة التي تفيض بالحكمة والإنسانية، وأن يبقى الأردن دائمًا منارة للعطاء والإخاء في المنطقة.