في السنوات الماضية، وبين ضجيج التحليلات السريعة، والتعليقات المعلّبة، والمعلومات المتضاربة، وجدت نفسي أقرأ الأحداث بطريقة مختلفة، لم أكن أسعى إلى سبقٍ صحفي، ولا إلى شهرة فارغة كنت أبحث عن اتساق داخلي بين ما يُقال على المنابر، وما يُفعل في الخفاء،
عن تفسير لا يرضي العامة، بل يزعج العارفين.
أكتب لأنني أؤمن أن الحقائق لا تولد من ضجيج الأخبار، بل من الصمت بين السطور.
لأنني أدركت، منذ وقت مبكر، أن كل ما يُعرض على العلن هو جزء صغير من صورة أكبر، وأن العالم يُدار من خلف ستائر محكمة، لا من خلف مكبرات الصوت.
أكتب لأنني لم أعد أقبل أن أكون مستهلكة للمعلومة، بل صانعة لها، حتى وإن اصطدمت بالطوفان.
قد يتساءل البعض:
ما علاقة رائدة أعمال في قطاع التجميل بالشأن السياسي والعسكري؟
والجواب بسيط:
حين تكون في قلب منطقةٍ تهتز كلما رفعت دولة حاجبها، يصبح الفهم السياسي حقًا طبيعيًا، لا امتيازًا.
وحين تكون شاهدًا على كيف تُبنى القرارات، وتُزيّف الحقائق، وتُدار الملفات الحساسة بلغة المصالح البحتة، لا يبقى في داخلك شيء قابل للسكوت.
أنا لست صحفية، ولا أزعم أنني محللة تقليدية، ولا أستعير عناوين من نظريات كبرى.
أنا ببساطة امرأة اختارت أن تكتب كما ترى، لا كما يُطلب منها أن ترى.
هذا المقال، هو فاتحة طريق لا دعوة للجدل، بل إعلان عن نية البقاء وسط مشهد متغير.
فليقرأني من يريد أن يرى زاوية أخرى.
وليتجنبني من يبحث عن إجابات مريحة.
فالقادم لن يكون سهلاً ، وأنا اخترت أن أواجهه بالكلمات..
لانا عصفور / باحثة في الشأن السياسي والتحليل الجيوإستراتيجي.