انشغلت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بالحديث حول الخلل المصنعي في بعض منتجات أحد مصانع الخمور، ونتج عن ذلك بعض الوفيات من أبناء وطننا العزيز، والذين لا نقول فيهم إلا ما يرضي الله.
أما مؤسستنا الوطنية "الغذاء والدواء"، والتي تعرّض مديرها الشاب الدكتور نزار مهيدات، صاحب الكفاءة الوطنية المشهود لها، إلى حملة تنمر من قبل بعض الأقلام المأجورة التي تصطاد في الماء العكر، ناسية ومتناسية الإنجازات الرائعة التي حققتها المؤسسة وطواقمها الوطنية المباركة.
ولا شك أن الأخطاء، لا سيما في مجالات الغذاء والدواء وسلامة المواطن، يجب أن تكون شبه معدومة، لكن أيضًا، فإن التنكر للمنجز، واستغلال الحدث بطريقة لا أخلاقية — مع احترامي وتقديري للآراء الناقدة بحُسن نية — ونَصب المشانق الإعلامية والاجتماعية للكفاءات الوطنية، لا يصب في مصلحة الوطن إطلاقًا.
فعمل تراكمي لسنوات خلت، ومنجزات محترمة تُسجل لهذه المؤسسة والعاملين بها، يجب ألا تغيب عن أذهاننا جميعًا. وإن كان هناك خطأ ما في لحظة معينة، فلا يلغي أبدًا العمل الدؤوب، الذي ساهمت فيه كوكبة من أبناء الوطن لصناعة منجزات وطنية، تضاف إلى مؤسسات الوطن الأخرى.
والأخطاء لها طرق في التصويب تحافظ على منظومة العمل، وتؤشر على مكامن الخلل غير المكتشفة، طالما أنها ناتجة عن استغلال المصنع لظروف معينة، ومخالفة للأنظمة والقوانين، ويقابلها نهج محترم يحاول أن يبني جسور الثقة، وليس لديه نهج — لا سمح الله — يسمح بالأخطاء عن علمٍ مسبق.
عطوفة الدكتور نزار مهيدات، جهودك وجهود زملائك محط احترام وتقدير، وأنا على ثقة بأنكم تحترمون الرأي الآخر والانتقاد، طالما كان يحكم صاحبه حُسن النوايا والإخلاص في الاهتمام بصحة المواطن.