في عالم تزداد فيه التحديات، يبقى الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة منارة للإنسانية وعنواناً للأخوة الصادقة، إذ لم يتوانَ يوماً عن مدّ يد العون للأشقاء في أصعب الظروف وأقساها، مجسّداً بذلك القيم النبيلة التي تأسس عليها.
فعندما تعصف الأزمات بفلسطين، يكون الأردن أول الواصلين، وأصدق الداعمين. شاهدنا ذلك جلياً في قطاع غزة، حيث كانت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، تسيّر قوافل المساعدات الطبية والغذائية، وتفتتح المستشفيات الميدانية رغم نيران الحرب، لتكون بلسمًا لجراح المنكوبين، وحياةً جديدة لقلوب أنهكها الألم.
وفي لبنان، حين اشتدت الحاجة، لبّت طائرات سلاح الجو الأردني النداء، وأجْلت المواطنين الأردنيين والمرضى من بيروت، في مشهد إنساني نبيل لا يُنسى، رسّخ صورة الأردن كحاضنٍ لكل من يلجأ إليه، ومُغيث لكل من يناديه.
ولم تكن سوريا ببعيدة عن وجدان الأردنيين، فعندما شبّت النيران في غابات اللاذقية، هبّت كوادر الدفاع المدني الأردني إلى إخماد الحرائق، في مهمة بطولية عابرة للحدود، هدفها الأسمى حماية الأرواح والمقدرات، دون انتظار شكر أو ثناء.
هذا هو الأردن، وهذه هي القيادة الهاشمية التي ما توانت يوماً عن الوقوف إلى جانب الأشقاء، لا فرق بين دين أو عِرق أو حدود.
فالعين الأردنية دائمًا على معاناة الآخر، واليد ممدودة بالعطاء، والقلب نابض بالعروبة، والنهج راسخ لا يتغيّر: الوقوف مع الشقيق في كل زمان ومكان.
إنها ليست مواقف عابرة، بل هي عقيدة وطنية، تترجمها الأفعال قبل الأقوال، وتُثبت أن الأردن، رغم موارده المحدودة، هو غنيٌ بقيادته، كريمٌ بإنسانيته، عظيمٌ بأخلاقه، دائمًا في الصفوف الأولى وقت الحاجة، حاملاً رسالة الحق والخير والسلام.