اللواء الركن المظلي المتقاعد الدكتور عدنان احمد العبادي، أحد أعمدة المؤسسة العسكرية الأردنية، ورمز من رموز الاحتراف والانضباط في ميدان الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب، بدأ مسيرته الحافلة بالتحاقه بالكلية العسكرية الملكية عام 1983، وتخرج منها برتبة ملازم، ليلتحق بوحدات النخبة في القوات الخاصة.
أمضى العبادي كامل خدمته العسكرية في وحدات العمليات الخاصة، متنقلاً بثقة وكفاءة عبر مختلف المراكز القيادية، من قيادة فصيل وسرية قوات خاصة، إلى تسلّمه قيادة كتيبة مكافحة الإرهاب/71، حيث ساهم بشكل فاعل في تطوير قدرات هذه الوحدات على تنفيذ المهام النوعية داخل الأردن وخارجه.
تخصص الباشا العبادي في مجال مكافحة الإرهاب منذ العام 1987، وامتدت خبرته فيه لأكثر من أربعة عشر عامًا، تولى خلالها مهام دقيقة، منها تأسيس القوة العراقية لمكافحة الإرهاب بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأميركية، وهي مهمة تؤكد حجم الثقة الدولية بكفاءته القيادية والتكتيكية.
ولعب العبادي أدوارًا مفصلية في المهام الخارجية، حيث قاد قوة الحماية الدولية في يوغسلافيا السابقة عام 1994، وكان قائد أول قوة أردنية ضمن قوات التحالف الدولي في أفغانستان (قوة الواجب نسر/1) عام 2001، في واحدة من أدق المهام العسكرية خارج الحدود.
وفي عام 2013 تسلم قيادة لواء الملك عبدالله الثاني الملكي/37، وحرص على تأهيل وحداته للقتال الليلي وعمليات الرد السريع، ليتم تكليفه بقيادة العمليات الخاصة في عام 2014 وحتى تموز 2017، وهي المرحلة التي شهدت تعزيز قدرات القوات الخاصة على أعلى المستويات.
تُوّجت مسيرته الوطنية بتعيينه نائبًا لسمو مدير المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات عام 2017، حيث تولى إدارة ملفات الأزمات والكوارث الوطنية حتى تقاعده في 1 شباط 2019، في موقع يُعد "العقل الاستراتيجي للدولة" في أصعب الظروف.
إلى جانب مسيرته العسكرية والأمنية، يحمل الباشا الدكتور عدنان العبادي درجة الدكتوراه في الإدارة من جامعة العلوم الإسلامية العالمية، ليجمع بين القيادة الميدانية والفكر الأكاديمي، ويبقى نموذجًا فريدًا في صناعة الأمن والاستراتيجية.