من الأمور المتعارف عليها أن المخدرات هي أكبر آفة في المجتمع، وتلك الآفة ما هي إلا وباء أو فيروس يتفشى في بدن المجتمع، والمخدرات لا يقتصر وجودها في الاردن أو في البلاد العربية، فالوباء لا يميز أين ينتشر بالتحديد، فهو لا يراعي حدود مكان أو زمان، فهو ينتشر في شتى أرجاء العالم
وأصبحت المخدرات تستعمل كسلاح خفي في الحروب بين الدول مستهدفا بشكل خاص فئة الشباب من أجل منعهم من تحويلهم قوة وطنية فاعلة ومنتجة وتحويلهم إلى قوة مدمرة تشل حركة ذلك المجتمع وتبدد ثرواته ، وقد وصلت مرحلة الخطر التي شملت إلى الاصغر سنا 12 عاماً التي تعد من أخطر المراحل من النواحي الاجتماعية واصبحوا خطراً على الآخرين من ممارسات الاجرام من سرقة ونصب وتسول أو غيرها قد يصل إلى القتل من أجل الحصول على أموال المخدرات التي اصبح سهولة الحصول عليها ومتوفرة بكل الأنواع
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، تبقى المخدرات واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية والصحية التي تهدد الأفراد والمجتمعات على حدٍ سواء. إنها ليست مجرد مواد كيميائية تُذهب العقل، بل هي قنابل موقوتة تُدمّر الإنسان، وتُضعف القيم، وتُهدد أمن واستقرار الدول.
وللمخدرات وجوه متعددة، منها ما هو طبيعي كالحشيش والأفيون، ومنها ما هو صناعي أكثر فتكًا مثل الهيروين والكوكايين، ومنها ما يُستخدم طبيًا ثم يُساء استخدامه مثل الترامادول والليريكا. ومع انتشار الإنترنت، ظهر نوع جديد من "المخدرات الرقمية”، ما يدل على تطور الأساليب وتغير أشكال الاستهداف
في المقابل، لا يزال الأمل قائمًا. فالوقاية ممكنة، والعلاج متاح، والمجتمع قادر على الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة هذه الآفة. ويبدأ ذلك من الأسرة بالتربية والمتابعة، مرورًا بـالمدرسة ودورها في التوعية والتوجيه، وصولًا إلى وسائل الإعلام التي تمتلك سلاح التأثير والرأي العام.
إنّ مواجهة المخدرات ليست مسؤولية الدولة فقط، بل هي واجب جماعي يبدأ من كل بيت، وكل فرد. فالمعركة مستمرة، والانتصار فيها مرهون بمدى وعينا وتكاتفنا. لنجعل من التوعية سلاحًا، ومن الحوار جسرًا، ومن الأمل طريقًا نحو مجتمع خالٍ من السموم
المخدرات عدو خفي يفتك بالمجتمعات من الداخل، ويقضي على مستقبل الأجيال. لا بد من توحيد الجهود للوقاية منها، ومساعدة من وقع في شباكها على التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية. فكل فرد مسؤول، والوعي هو السلاح الأقوى في هذه المعركة
لا يزال الاردن الحبيب قادرًا على احتواء هذه الظاهرة ، نراهن على وعي الشباب الاردني، ونثق ان اردننا الحبيب بإمكانه السيطرة على الظواهر التي تبث السم في قلب مجتمعنا.