ثلاث سنوات مضت، لكن الوجع ما زال حاضرًا، والحزن مقيمٌ في القلوب.. لم تكن وفاة العقيد خلف سليمان الجبور "أبو النشمي" مجرد خبر عابر، بل كانت صدمة وطن، وجرحًا غائرًا في ذاكرة محبيه، وغيابه ما زال يلفُّ الأحاديث بالدعاء والدمع.
رحل العقيد الجبور إثر مرض عضال قاومه بصبر النشامى ورباطة جأش القادة، تاركًا خلفه سيرةً بيضاء ناصعة، خدم فيها الوطن وجهاز الأمن العام بكل كفاءة واقتدار وإخلاص. لم يعرف الراحة يومًا، كان دائم الحضور في الميدان، وفي كل موقف يُطلب فيه رجال أوفياء.
عُرف بإنسانيته قبل رتبته، بابتسامته التي لم تكن تفارقه حتى في أشد الظروف قسوة، وبصوته الذي كان يبعث الطمأنينة في النفوس. كان أبًا لكل من حوله، وأخًا وسندًا، لا يبخل بتوجيه أو دعم، ولا يتأخر عن نصرة مظلوم أو خدمة محتاج.
ورغم مرور السنين، لا تزال ذكراه حاضرة في كل زاوية من زوايا الجهاز الذي أحبّه، وفي كل بيت من بيوت من عرفوه.. رحم الله أبا النشمي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل صبر أهله وأحبائه بردًا وسلامًا.
سلامٌ عليك يا خلف، يوم خدمت ويوم رحلت ويوم تُبعث حيًّا.