عبيدات يكتب ...
في عيد ميلاد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.. نقرأ سيرة أمير وقائد وإنسان
نيروز – بقلم الكاتب والباحث والإعلامي محمد محسن علي
عبيدات
في الثامن والعشرين
من حزيران، يحتفل الأردنيون ومعهم كل محب للأردن بعيد ميلاد سمو الأمير الحسين بن عبدالله
الثاني، ولي العهد الذي أتم عامه الحادي والثلاثين، حاملا في شخصيته وملامحه وجوهره
ملامح الهاشميين، وراسخا في قلوب الأردنيين كشاب مثقف، متواضع، قريب من الناس، وقائد
واعد يحمل تطلعات شعبه وأمته في قلبه وعقله.
ولد سمو الأمير الحسين
بن عبدالله الثاني في عمان، يوم الأربعاء الموافق 28 حزيران عام 1994، وهو النجل الأكبر
لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله، ومنذ لحظة ولادته،
ولد الأمل في نفوس الأردنيين بامتداد العهد الهاشمي واستمرارية الرسالة.
نشأ سموه في بيت
هاشمي عريق، حيث تشرب القيم التي نشأ عليها الهاشميون، من حب الوطن، وخدمة الشعب، والتواضع،
والعدل، والإيمان العميق بالمسؤولية تجاه الأمة، ويعرف سمو الأمير الحسين بأخلاقه الرفيعة
وتواضعه الكبير، يقترب من الناس بكل محبة وتواضع، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، يتحدث
بلغة الشباب، ويصغي لهمومهم، ويعمل على تمكينهم، وقد عبر في أكثر من مناسبة عن إيمانه
بأن مستقبل الأردن يبنى بسواعد شبابه وعقولهم.
تلقى سموه تعليمه
الابتدائي والثانوي في مدارس الأردن، وتحديدًا في مدرسة كينغز أكاديمي، قبل أن ينتقل
إلى جامعة جورجتاون في الولايات المتحدة، حيث درس التاريخ الدولي، ثم حصل على درجة
البكالوريوس في التاريخ من جامعة جورجتاون المرموقة عام 2016.
ولأن الجيش عنوان
الرجولة والانتماء، التحق سموه بعد تخرجه بكلية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة
المتحدة، وتخرج منها عام 2017، حيث نهل من مدرسة الانضباط والشرف، شأنه شأن أجداده
الهاشميين الذين خدموا في الميدان قبل أن يتولوا الحكم.
من يلتقي سمو ولي
العهد أو يراه أو يسمع حديثه، يدرك فورا لماذا يحبه الناس بهذا القدر، إنه يمتلك تلك
الكاريزما الهادئة، ونقاء القلب، وصدق الكلمة، فهو لا يتكلف في حضوره، بل يتصرف بعفوية
أردنية أصيلة، كما أن مواقفه الصادقة، وتحركاته الميدانية، وزياراته المفاجئة للمدن
والقرى والمخيمات، جعلته محبوبا من أبناء الشعب بكافة أطيافهم.
يمتلك سمو الأمير
الحسين بن عبدالله الثاني رؤية مستقبلية ناضجة تعكس إدراكا عميقا للتحديات التي تواجه
الشباب والمجتمعات، وأطلق مبادرات نوعية، أبرزها "مبادرة سمو ولي العهد"،
و"مؤسسة ولي العهد"، التي تعنى بتمكين الشباب، وتحفيز الابتكار، وتنمية المهارات
القيادية، وتطوير التعليم، وتعزيز مفهوم العمل التطوعي.
كما يولي أهمية كبرى
لقطاع التكنولوجيا وريادة الأعمال، مؤمنا بدور الاقتصاد الرقمي في بناء المستقبل. ولم
يتوان في إيصال صوت الشباب الأردني إلى المحافل العالمية، حيث ترأس جلسات في مجلس الأمن
الدولي بصفته أصغر رئيس لجلسة أممية عام 2015، متحدثا باسم الشباب، ومطالبا العالم
بدعمهم وتمكينهم من أجل صناعة السلام والتنمية.
كونه ضابطا في القوات
المسلحة الأردنية / الجيش العربي، يحمل سموه فخر الجندية، وقدوة الانضباط، والارتباط
العميق بالمؤسسة العسكرية التي تعتبر رمزا للهوية الوطنية الأردنية، ولطالما شارك في
تمارين ومناورات عسكرية ميدانية، حريصا على أن يكون على تماس مباشر مع منتسبي الجيش،
شركائه في خدمة الوطن.
على الرغم من شبابه،
أظهر سمو ولي العهد نضجا سياسيا وفكريا لافتا، حيث مثل الأردن في مؤتمرات دولية، وقام
بعدة زيارات رسمية رافق خلالها جلالة الملك، وقدم صورة مشرقة عن الشباب الأردني الواعي
والمثقف.
سمو الأمير الحسين
بن عبدالله الثاني هو: " نبض الشباب، وصوت المستقبل، وسليل المجد الهاشمي الذي
يجمع بين الهيبة والإنسانية، في خطاه حلم وطن، وفي عينيه أمل أمة، هو الأمير الذي يشبه
شعبه، ويشبه أباه، ويشبه الحسين في الهيبة والرحمة، في كل مرة يظهر فيها سمو ولي العهد،
نشعر أن الأردن بخير، وأن الغد أجمل، لأن قائده القادم يتقن فن الإصغاء، ويجيد لغة
العمل، ويؤمن بأن الكرامة لا تطلب بل تصنع.
في عيد ميلاد سمو
الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تتجدد ثقة الأردنيين بأن المستقبل آمن بين يديه،
فسموه ليس فقط وليا للعهد، بل هو حامل لراية الأمل، وراسم لملامح الغد. نسأل الله أن
يحفظه، ويعينه، ويوفقه في خدمة وطنه وأمته، وأن يمده بموفور الصحة والعافية، ليبقى
كما عهدناه: سندا للملك، ورفيقا للشعب، وراية عِز للأردن.
كل عام وسموكم بألف
خير، يا سيد الشباب. المخلص
والمحب محمد محسن علي عبيدات